حدثنا أبو الوليد قال: قلت لابن عمر ما بدء الزعفران ؟ ـ يعنى في المسجد ـ فقال: رأى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) نخامة في المسجد فقال: ما أقبح هذا !… فجاء صاحبها فحكّها وطلاها بزعفران، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): هذا أحسن من ذلك.وفي رواية أتانا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في معرضنا هذا وفي يده عرجون ابن طاب، فرأى في قبلة مسجدنا نخامة فحكها بالعرجون، ثم أقبل علينا فقال: أيكم يحب أن يعرض الله عنه؟ قلنا: لا أينا يا رسول الله؟ قال: فإن أحدكم إذا قام يصلي فإن الله قِبَل وجهه(12)، فلا يبصق قِبَل وجهه ولا عن يمينه وليبصق قبل يساره تحت رجله اليسرى، فإن عجلت به بادرة فليفعل هكذا بثوبه(13)، ثم طوى بعضه على بعض. أروني عبيراً، فقام فتى من الحيّ يشتد إلى أهله فجاء بخلوق في راحته، فأخذه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) على رأس العرجون ثم لطّخ به على أثر النخامة. قال جابر: فمن هنالك جعلتم الخلوق في مساجدكم.وعن أبي سعيد الخدري قال: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) رأى نخامة في قبلة المسجد فحكها بحصاة، ثم نهى أن يبصق الرجل بين يديه أو عن يمينه، وقال: يبصق عن يساره، أو تحت قدمه اليسرى.وعن الحضرمي: إن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: إذا أبصر أحدكم القملة وهو يصلي في المسجد، فليصررها في ثوبه، ولا يقتلها في المسجد.
من آداب المسجد
عن أبي عبد الله مولى شداد، أنه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من سمع رجلا ينشد ضالة في المسجد فليقل: لا أدّاها الله إليك، فإن المساجد لم تبن لهذا.وعن عمرو بن شبيب، عن أبيه، عن جده: إن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) نهى أن يباع ويشترى في المسجد، أو تنشد فيه الأشعار،أو تعرف فيه الضالة، أو يتحلّق فيه قبل الصلاة.وعن النعمان، عن مكحول: أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) نهى أن ترفع الأصوات في المسجد بالحديث واللغو ...قال: ولا يسل فيه سيف، ولا يمر فيه بنبل إلا أن يقبض على نصالها، ولا يتخذ طريقاً إلا لذكر أو صلاة، ولا تقام فيه الحدود، ولا ينطق فيه الأشعار ولا يمر فيه بلحم.وعن وائلة بن الأسقع قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): جنبوا مساجدنا ـ أو مساجدكم ـ مجانينكم وصبيانكم، وشراءكم وبيعكم ورفع أصواتكم ـ وخصوماتكم ـ وإقامة حدودكم وسلِّ أسيافكم، وجمروها في الجمع، واتخذوا على أبوابها المطاهر.