إن أوّل ما قدم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان إذا احتضر منّا الميت آذنّا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فحضره واستغفر له، حتى إذا قبض انصرف النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)… وربما طال حبس ذلك على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فلما خشينا مشقة ذلك عليه، قال بعض القوم لبعض: لو كنا لا نؤذن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بأحد حتى يُقبض، فإذا قُبض آذناه فلم يكن عليه في ذلك مشقة ولا حبس، ففعلنا ذلك ، وكنا نؤذنه بالميت بعد أن يموت فيأتيه ويصلى عليه، فربما انصرف وربما مكث حتى يدفن.فكنا على ذلك حيناً، فقلنا: لو لم نشخص رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وحملنا جنائزنا إليه حتى يصلي عليها عند بيته، كان ذلك أرفق به، ففعلنا، فكان ذلك الأمر إلى اليوم.عن فطر بن خليفة، عن أبيه قال: سمعت عمرو بن حريث يقول: دخلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مع أبي فأقطعني داراً بالمدينة، وقال:أزيدك، أزيدك؟.ثم مررنا معه (صلى الله عليه وآله وسلم) فأتى على صبيان قد جمعوا شيئاً يبيعونه كما يبيع الصبيان فقال لعبد الله بن جعفر: اللهم بارك له في صفقته.وعن أسامة بن زيد: أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أشرف على أطم من آطام المدينة فقال: هل ترون ما أرى؟ إني لأرى مواقع الفتن خلال بيوتكم كمواقع القطر.وعن عبد الله بن شقيق: أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يحرسه أصحابه حتى نزلت هذه الآية: ( والله يعصمك من الناس ) (11) فخرج إلى الناس فقال: أيها الناس الحقوا بملاحقكم، فإن الله جل وعز عصمني من الناس.وحدثنا المسعودي، عن القاسم قال: كان عبد الله يلبس النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) نعليه، ثم يأخذ العصا فيمشي أمامه، حتى إذا جلس أعطاه العصا، ونزع نعليه فجعلهما في ذراعيه، ثم استقبله بوجهه. فإذا أراد أن يقوم ألبسه نعليه، ثم أخذ العصا فمشى قدامه، حتى يلج الحجرة أمام رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).وعن محمد بن عبد الله بن حسن قال: تصدق رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على المسلمين بأسواقهم.
ومن دعائه (ص)
عن سالم أبي النضر قال: دعا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يوم الخندق:(اللهم منزل الكتاب، ومنشئ السحاب، اهزمهم وانصرنا عليهم).وعن الحارث بن فضل: أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بدأ فصلى أسفل من الجبل يوم الأحزاب، ثم صعد فدعا على الجبل.
صلاته (ص) في المساجد
عن أسيد بن أبي أسيد، عن أشياخهم: ان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) دعا على الجبل الذي عليه مسجد الفتح، وصلى في المسجد الصغير الذي بأصل الجبل على الطريق حتى مصعد الجبل.وعن جابر بن عبد الله قال: دعا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في المسجد المرتفع ورفع يديه مدّاً.وحدثنا أبو غسان عن ابن أبي يحيى، عن شيخ من الأنصار: إن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) صلى في مسجد بني خدارة، وحلق رأسه فيه.وعن الحارث بن عبد الرحمن بن أبى ذباب قال: بعثت عائشة إلى مروان بن الحكم حين قتل ذباباً وصلبه على ذباب: تعست؛ صلى عليه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) واتخذته مصلباً ! .قال: وذباب رجل من أهل اليمن عدا على رجل من الأنصار، وكان عاملاً لمروان على بعض مساعي اليمن، وكان