عن أبي ذر قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يا أباذر! قلت: لبيك وسعديك يا رسول الله.قال: كيف أنت إذا رأيت أحجار الزيت قد غرقت في الدم؟ قال: قلت: ما خار الله لي ورسوله.قال: عليك بمن أنت معه.
مع عبد الله بن أبى بن سلول
عن ابن شهاب قال: خرج عبد الله بن أبيُّ في عصابة من المنافقين مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في غزوة بني المصطلق، فلما رأى كأن الله قد نصر رسوله وأصحابه أظهروا قولا سيئا في منزل نزله رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).وكان في أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) رجل يقال له: جعال ـ وهم زعموا ـ أحد بني ثعلبة، ورجل من بني غفار يقال له جهجاه، فعلت أصواتهما واشتد جهجاه على المنافقين وردّ عليهم، وزعموا أن جهجاه خرج بفرس لعمر يسقيه ـ وكان أجيراً لعمر ـ ومع جعال فرس لعبد الله بن أبي، فأوردوهما الماء فتنازعوا على الماء واقتتلوا.فقال عبد الله بن أبيّ: هذا عبد الله بن أبى: هذا ما جاوزنا به؛ آويناهم ومنعناهم ثم هؤلاء يقاتلون.وبلغ حسان بن ثابت الذي كان بين جهجاه الغفاري وبين الفتية الأنصاريين فغضب وقال ـ وهو يريد المهاجرين من القبائل الذين يقدمون على رسول الله (صلى الله عليه وآله سلم) للإسلام ـ : أمسى الجلابيب قد عزوا وقد كثروا وابن الفريعة أمسى بيضة البلد فخرج رجل من بنى سليم مغضباً من قول حسان، فلما خرج ضرب حتى قيل قتله، ولا يراه إلا صفوان بن المعطل؛ فإنه بلغنا أنه ضرب حسان بالسيف، فلم يقطع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يده ـ لضرب السلمي حسان ـ فقال: خذوه، فإن هلك حسان فاقتلوه، فأخذوه، فأسروه، وأوثقوه.وبلغ ذلك سعدة بن عبادة فخرج في يومه فقال: أرسلوا الرجل، فأبوا عليه؛ فقال عمر: أثم إلى قوم رسول الله تشتمون وتؤذونهم وقد زعمتم أنكم نصرتموهم؟! فغضب سعد لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ولقومه فنصرهم، وقال: أرسلوا الرجل. وأبوا عليه حتى كاد يكون بينهم القتال، ثم أرسلوه، فخرج به سعد إلى أهله فكساه حلة ثم أرسله فبلغنا أن السلمي دخل المسجد ليصلي فيه فرآه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: من كساك كساه الله من ثياب الجنة؟ قال: كساني سعد بن عبادة.