عن ابن عباس قال: لما نزلت هذه الآية(8)، قال سعد بن عبادة يا رسول الله أهكذا أنزلت؟ فلو وجدت لكاعاً يتفخذها رجل لم يكـن لي أن أخبركم ولا أهيجه حتى آتي بأربعة شهداء؟ فو الله لا آتي بأربعة شهداء حتى يقضى حاجته.فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يا معشر الأنصار، ألا تسمعون ما يقول سيدكم؟ قالوا: يا رسول الله لا تلمه فإنه رجل غيور، والله ما تزوج فينا قط إلا عذراء، ولا طلق امرأة له فاجترأ رجل منا أن يتزوجها من شدة غيرته. فقال سعد: والله يا رسول الله إني لأعلم أنها حق، وأنها من الله، ولكني عجبت من ذلك لما أخبرك الله فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): فإن الله يأبى إلا ذلك، فقال: صدق الله ورسوله.قال: فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لكذاك إذ جاء هلال بن أمية الواقفي فقال: يا رسول الله، إني جئت البارحة عشاء من حائط لي كنت فيه فرأيت مع أهلي رجلاً، فرأيت بعيني وسمعت بأذني، فكره النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ما جاء به، وقيل: يجلد هلال وينكل في المسلمين. فقال هلال: يا رسول الله، إني أرى في وجهك أنك تكره ما جئت به، وإني لأرجو أن يجعل الله لي فَرَجَاً، فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لكذاك إذ نزل عليه الوحي وكان إذا نزل عليه الوحي تربد لذلك وجهه وبرد جسده ـ فلما رفع الوحي قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أبشر يا هلال فقد جعل الله لك فَرَجَاً، ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ادعوها، فدعيت، فقال: إن الله يعلم أن أحدكما كاذب فهل منكما تائب؟ فقال هلال: يا رسول الله، ما قلت إلا حقاً، ولقد صدقت، فقالت هي عند ذلك: كذب، فقيل لهلال: أشهد، فشهد أربع شهادات بالله إنه لمن الصادقين، وقيل له عند الخامسة: يا هلال اِتقِ الله فإن عذاب الله أشد من عذاب الناس، وإن هذه الموجبة التي توجب عليك العذاب. فقال هلال: لا والله لا يعذبني الله عليها أبداً كما لم يجلدني عليها، فشهد الخامسة(أن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين).وقيل لها: عند الخامسة: يا هذه اتقي الله فإن عذاب الله أشد من عذاب الناس وإن هذه الموجبة التي توجب عليك العذاب. قال: فبكت ساعة ثم قالت: والله لا أفضح قومي فشهدت الخامسة(أن غضب الله عليها إن كان من الصادقين) وقضى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أن لا تُرمَى ولا يُرمَى ولدها، ومن رماها ورمى ولدها جُلِدَ الحد، وليس لها عليه قوت ولا سكنى من أجل إنهما يتفرقان بغير طلاق ولا متوفى عنها.وعن سعيد بن جبير قال: كنا إذا اختلفنا في شيء بالكوفة كتبته حتى أسأل عنه ابن عمر، وكان فيما سألته عن الملاعنة، فقال: فرق النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بين أخوي بني العجلان، وقال:(الله يعلم أن أحدكما كاذب، فهل منكما تائب؟) ثلاث مرار .قال أيوب: فحد ثنيه به عمرو بن دينار فقال في المدينة شيء لا أراك تحد ثنيه، قال: يا رسول الله ما لي؟ قال: لا مال لك إن كنت صادقاً فقد دخلت بها، وإن كنت كاذباً فهو أبعد لك.
قصة عامر
عن عكرمة قال: جاء عامر إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فسأله الخلافة من بعده، وسأله المرباع وسأله أشياء، فقال له رجل من أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): زحزح قدميك لا تنزعك الرماح نزعاً عنيفاً، والله لو سألت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) سبيبة من سبيبات المدينة ما أعطاك.فولى عامر غضبان، وقال: لأملأنها عليك خيلاً ورجالاً.