ثم ضرب له في الحيوة الدنيا اجلا موقوتا ، ونصب له امداً محدوداً يتخطا اليه بأيام عمره ، ويرهقه(1) باعوام دهره حتى اذا بلغ اقصى اثره(2). واستوعب حساب عمره ، قبضه الى ما ندب اليه من موفور ثوابه ، او محذور عقابه : ( ليجزي الذين اساؤا بما عملوا ويجزي الذين احسنوا بالحسنى )(3). عدلاً منه تقدست اسماؤه ، وتظاهرت آلاؤه : « لا يسئل عما يفعل وهم يسئلون ».
والحمد لله الذي لو حبس عن عبادة معرفة حمده على ما ابلاهم من مننه المتتابعه ، وأسبغ عليهم من نعمهم المتظاهرة لتصرفوا في مننه فلم يحمدوه ، وتوسعوا في رزقه فلم يشكروه ولو كانوا كذلك لخرجوا من حدود الانسانية الى حد البهيمية فكانوا كما وصف في محكم كتابه : ( ان هم إلا كالانعام بل هم اضل سبيلا )(4).
(1) رهقت الشيء رهقا من باب تعب قربت منه. (2) الاثر الاجل ومنه الحديث : ( من سره أن يبسط الله في رزقه وينشأ في اثره ـ أي في اجله ـ فليصل رحمه ). (3) سورة النجم آية 33. (4) سورة الفرقان آية 41.