«( الباب الأول )» في خطب الإمام ما جرى مجراها
( من بليغ كلامه فصيح بيانه ) فمن كلام له عليه السلام يحمد الله ويثني عليه ثم يذكر النبي ( ص )الحمد لله الاول بلا أول كان قبله ، والآخر بلا آخر يكون بعده ، الذي قصرت عن رؤيته ابصار الناظرين ، وعجزت عن نعته اوهام(1) الواصفين ، ابتدع بقدرته الخلق ابتداعاً ، واخترع على مشيته اختراعا(2) ثم سلك بهم طريق ارادته ، وبعثهم في سبيل محبته . لا يملكون تأخراً عما قدمهم اليه ، ولا يستطيعون تقدماً الى ما اخرهم عنه ، وجعل لكل روح منهم قوتاً معلوماً مقسوماً من رزقه ، لا ينقص من زاده ناقص ، ولا يزيد من نقص منهم زائد.(1) الاوهام : جمع وهم ما يقع في القلب من الخاطر ، ويطلق على القوة الوهمية ، وهي من الحواس الباطنة في الانسان محلها آخر التجويف الاوسط من الدماغ من شأنها ادراك المعاني الجزئية المتعلقة بالمحسوسات كشجاعة زيد وسخاوته.قال السيد علي خان في شرح الصحيفة الكاملة : وقد شاع في الاستعمال ودلت عليه مضامين الاخبار : أن المراد بالوهم هنا أدراك المتعلق بالقوة العقلية المتعلقة بالمعقولات والقوة الوهمية المتعلقة بالمحسوسات جميعاً.(2) الابتداع والاختراع لفظان متحدان في المعاجم العربية يقال ابتدعت الشيء اخترعته واخترعت الشيء ابتدعته.