( ومن كلام له عليه السلام ) ( في ادبار الدنيا وإقبال الآخرة )
قال : ان الدنيا قد ارتحلت مدبرة ، وأن الآخرة قد ارتحلت مقبلة ، ولكل واحدة منهما بنون ، فكونوا أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا ألا وكونوا من الزاهدين في الدنيا ، الراغبين في الآخرة ألا أن الزاهدين في الدنيا ، الراغبين في الآخرة ألا أن الزاهدين في الدنيا اتخذوا الأرض بساطاً والتراب فراشا والماء طيباً ، وقرضوا من الدنيا تقريضا ألا ومن اشتاق إلى الجنة سلا من الشهوات ، ومن أشفق من النار رجع من المحرمات ومن زهد الدنيا ، هانت عليه المصائب الا ان لله عبادا كمن رأى أهل الجنة في الجنة مخلدين ، وكمن راى أهل النار في النار معذبين ، شرورهم مأمومة ، وقلوبنهم محزونة ، أنفسهم عفيفة ، وحوائجهم خفيفة ، صبروا أياماً قليلة ، فصاروا بعقبي راحة طويلة ، أما الليل فصافون أقدامهم(1) سورة النجم آية 30 والخطبة مذكورة في ناسخ التواريخ ج1 ص 484 من احواله (عليه السلام) نقلا عن نور العين للاسفرائيني ولمعات الافكار مخطوط للواعظ الكبير المرحوم الشيخ نظر علي بزيادة.