( ومن كلام له عليه السلام ) ( في النهي عن الاغترار بما يعمله المرائي )
قال : اذا رأيتم الرجل قد حسن سمته وهديه ، وتماوت في منطقه وتخاضع في حركاته ، فرويداً لا يغرنكم ، فما اكثر من يعجزه تناول الدنيا وركوب الحرام منها لضعف نيته ومهانته ، وجبن قلبه ، فنصب الدين فخاً لها ، فهو لا يزال يختل الناس بظاهره ، فان تمكن من حرام اقتحمه ، وإذا وجدتموه يعف المال الحرام فرويداً لا يغرنكم حتى تنظروا ما عقده عقله ، فما أكثر من ترك ذلك اجمع ، ثم لا يرجع الى عقل متين ، فيكون يفسده بجهله أكثر مما يصلحه بعقله ، فاذا وجدتم عقله متيناً فرويداً لا يغرنكم حتى تنظروا مع هواه يكون عقله ، أم يكون مع عقله هواه ، وكيف محبته للرياسات الباطلة وزهده فيها ، فان في الناس من خسر الدنيا والاخرة يترك الدنيا للدنيا ، ويرى ان لذة الرياسة الباطلة أفضل من لذة الأموال والنعم المباحة المحللة ، فيترك ذلك أجمع طلبا(1) كفاية الاثر في النصوص على الائمة الاثني عشر ( عليه السلام ) ص 319 للخزاز القمي.