( ومن خطبة له عليه السلام ) ( في الشام )
وتجمع هذه الخطبة من فضائله ومناقبه ، مالا تجمعها خطبة غيرها ، لما أمر يزيد بمنبر وخطيب ليذكر مساوي الحسين وابيه علي عليهما السلام فصعد الخطيب المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه ، واكثر الوقيعة في علي والحسين عليهما السلام واطنب في تقريظ معاوية بن يزيد عليهما اللعنة.فصاح به علي بن الحسين عليه السلام : ويلك أيها الخاطب ، أشتريت رضا المخلوق بسخط الخالق ، فتبؤا مقعدك من النار ، ثم قال : يا يزيد ائذن لي حتى اصعد هذه الاعواد(1) فاتكلم بكلمات فيهن لله رضا ، ولهؤلاء الجلساء أجر وثواب.فأبى يزيد ، فقال الناس : يا أمير المؤمنين ائذن له ليصعد فلعلنا نسمع منه شيئاً ، فقال لهم : ان صعد المنبر هذا لم ينزل(1) عبر الامام (ع) بالاعواد ولم يقل بالمنبر لان المنبر محل شريف ومكان رفيع ، لا يجلس عليه الا اولياء الله وعباده الصالحين لا امثال معاوية ويزيد لعنهما الله ، ومرتزقيهما المنبوذين.