بلاغه الامام علي بن الحسين (ع)

جعفر حایری

نسخه متنی -صفحه : 288/ 44
نمايش فراداده

والامم الماضية ، وهو الذين كانوا أكثر منكم مالا ، واطول اعماراً وأكثر آثاراً أفنتهم ايدي الزمان ، وأحتوت عليهم الافاعي والديان ، افنتهم الدنيا فكانهم لا كانوا لها أهلا ولا سكانا وقد اكل التراب لحومهم ، وأزال محاسنهم ، وبدد اوصالهم وشمائلهم وغير الوانهم ، وطحنتهم ايدي الزمان افتطمعون بعدهم بالبقاء هيهات هيهات فلا بد من الملتقى ، فتدبروا ما مضى من عمركم وما بقى ما فعلوا فيه ما سوف يلتقى عليكم بالاعمال الصالحة قبل انقضاء الاجل ، وفروغ الامل ، فعن قريب توخذون من القصور إلى القبور ، حزينين غير مسرورين ، فكم والله من فاجر قد استكملت عليه الحسرات ، وكم من عزيز وقع في مسالك الهلكات حيث لا ينفعه الندم ولا يغاث من ظلم وقد وجدوا ما أسلفوا ، واحذروا ما تزودوا ، ووجدوا ما عملوا حاضراً ، ولا يظلم ربك احداً ، فهم في منازل البلوى همود(1) وفي عسكر الموتى خمود ، ينتظرون صيحة القيمة ، وحلول يوم الطامة(2)

(1) الهمود الموت.

(2) القيمة في غريب القرآن للسجستاني ص 161 والطامة الداهية لانها تطم كل شيء أي تعلوه وتغطيه.