أطياف البحر و النار

ندى محمد وحيد علي

نسخه متنی -صفحه : 16/ 2
نمايش فراداده

أطياف البحر والنار

البريد الالكتروني:

موقع اتحاد الكتّاب العرب على شبكة الإنترنت

تصميم الغلاف :

ندى محمد وحيد علي محمد وحيد علي أطياف البحر والنار - شــعر - من منشورات اتحاد الكتاب العرب دمشق - 2003

وداع أزهار الضوء كلّهم رحلوا.. وردةُ الضوءِ لمّتْ جدائلَها وفراشاتِها ورمتْ قبلةً للنخيلِ وتفّاحةً للهوى والمدى وجلُ.. والشّهيدُ الذي نامَ، في حضنِ والدةٍ أَكْملتْ أربعينَ عذاباً فوّدّعها بالحنينِ وعافَ خيولَ الصّباحِ على ربْوةٍ تصْهلُ.. والحمامةُ قامتْ من النّومِ ظمآنةً للهديلِ فطارتْ إلى أفْقها وسيولُ الدّماءِ تُطاردها فارتمتْ حجراً واستراحتْ على جرحِها تهدلُ.. والمساءُ الشفيفُ، الغنيُّ بسرْبِ الصبايا على مصْطباتِ الحنينِ يواعْدنَ أقْدارهنَّ، الصبايا اللواتي، يجّمعْنَ في الانتظارِ خيوطَ الضّياءِ ويَغْزلْنها قمراً وسماءٌ هُنا.. بينهنَّ تحوكُ ثيابَ السَّنا والهوى مغْزلُ.. أيّ قلْبٍ مكينٍ يليقُ بهذا الوداعِ فيسْقطُ عن أُمّهِ مثلَ عنقودِ نحْلٍ يوزّعهُ الزَّهْرُ، بحرَ اشتياقٍ وتجْمعهُ في المدى، قُبَلُ.. أيّ روحٍ ستفْتحُ أجنحةً وتطيرُ لتلحقَ غزلانَ عينيكِ إذْ تتقافزُ شوقاً ومن حولها خضْرةٌ فأرى الآنَ برّيّةً مَنْ يقولُ:

هُنا مُقَلُ؟!..

وأُحدّثُ عن زهْرةِ الضّوءِ تنْمو برائحةِ اللوزِ والأغنياتِ وتهْفو إلى قمَّةِ الشّوقِ فتّانةً وتنامُ على شمسِ صدرْكِ ولْهانةً وصباحاتُها أشْملُ.. وأحدّثُ عن ثمرِ الرّوحِ إذْ يتماهى على جسمكِ البضِّ توتاً ورمّانَ ضوءٍ وسربَ حمامٍ يضجُّ بأشواقهِ اللاهباتِ يُفتّحُ أقْمارَ صبْحٍ نديٍّ وينأى ليتركني قمراً ضائعاً في الجحيم وروحي تمورُ بأنْجمها الغارقاتِ تصيحُ:

أنا الماءُ يشْتعلُ!.. وأُحدّثُ عن بعض أحلامنا:

عنْ يدٍ تتلمّسُ عشْبَ السماءِ الخرافيَّ إذْ يتفتّحُ في جسدٍ منْ غريدِ الطيورِ وعنْ همْسةٍ تختفي في العناقِ وعنْ زهْرةٍ أجملُ.. وأُحدّثُ عن تمْتماتِ الفراشاتِ إذْ يسْحبُ النورُ أشواقَها ويُطيّرها في أعالي الصباحِ