بقيع الغرقد

محمد شيرازي

نسخه متنی -صفحه : 16/ 5
نمايش فراداده

*السلطات غير الشرعية*
*كان المسلمون يسافرون إلى الحج من مختلف البلاد بدون حد جغرافي أو تذكرة أو تأشيرة أو ما أشبه، ثم
وُضعت كلُّ تلك الأشياء، وكلها باطلة عقلاً وشرعاً.
*
*وقد توسعت بلاد مثل أمريكا والهند والصين، وتقطعت بلاد كما فعلوا بكوريا وبعض البلاد الأخرى،
وهكذا فعلوا ببلاد الإسلام فقطعوها وجزّؤوها..
*
*أما رجوع بلاد الإسلام إلى حالتها الإسلامية.. أي إلى الوحدة كما كانت عليها أكثر من ألف سنة، فلم
تحصل..  وذلك لجهل الحكام وحرصهم وما أشبه.
*
*وإلا فالبلاد مع تعدد حكامها كانت كتعدد المحافظات في قطر واحد..
*
*ولكن  بما أن هذا الأمر مناف لغرورهم واستبدادهم لذلك عرقلوا حضور المسلمين في الحج وفي المشاهد
المشرفة في المواسم وغيرها.
*
*وقد أضر ذلك بأعمالهم وباقتصادهم وبتقدمهم في مختلف مجالات الحياة، وحتى بتعارف المسلمين بعضهم مع
بعض مما يساعد على حلّ مشاكلهم.
*
*ومن هذه الجهة صارت مكة المكرمة والمدينة المنورة بما يتبعهما ومنها(البقيع الغرقد) تحت سلطتين غير
صحيحتين:
*
*1ـ سلطة البلد الذي يريد المسلم السير منه إلى الحج، مثل(العراق).
*
*2ـ سلطة البلد الذي يحتوي على مشاعر الحج والعمرة، ومشهد الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم)
وأهل بيته الكرام(عليهم أفضل الصلاة والسلام).
*
* وكلاهما على خلاف العقل والشريعة التي قالت: (إنّ هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم)(4).
*
*فكما أن الرب واحد، فالأمة أيضاً واحدة ولا حدود جغرافية بينها.
*
*حجّ الجدة:
*
*قبل ثمانين سنة تقريباً .. ذهبت جدتي إلى الحج، فسافرت من كربلاء المقدسة إلى سوريا.. إلى لبنان .. إلى
مصر.. إلى فلسطين.. إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة، وقد دامت سفرتها سنة كاملة.
*
*فسألت عنها عمّا لاقت من الحدود؟
*
*قالت: لم تكن في ذلك اليوم حدود، وقد سافرت في طريقي للحج الى تلك البلاد لمزارات فلسطين وسوريا
ومصر وغيرها.
*
*وقالت: إن سفرتي كانت مثل سفري الآن بين النجف الأشرف وكربلاء المقدسة.
*