اغاني

علي بن حسين ابو الفرج اصفهاني

نسخه متنی -صفحه : 3358/ 1224
نمايش فراداده

أخبرني محمد بن العباس اليزيدي قال حدثنا أبو شراعة في مجلس الرياشي قال حدثنا مشايخ بني قيس بن
ثعلبة قالوا كانت هريرة التي يشبب بها الأعشى أمة سوداء لحسان بن عمرو بن مرثد
وأخبرني محمد بن الحسن بن دريد قال حدثنا أبو حاتم عن أبي عبيدة عن فراس بن الخندف قال كانت هريرة
وخليدة أختين قينتين كانتا لبشر بن عمرو بن مرثد وكانتا تغنيانه النصب وقدم بهما اليمامة لما هرب من
النعمان قال ابن دريد فأخبرني عمي عن ابن الكلبي بمثل ذلك الشعر واسطة للزواج
وأخبرني محمد بن العباس اليزيدي عن الرياشي مما أجازه له عن العتبي عن رجل من قيس عيلان قال كان
الأعشى يوافي سوق عكاظ في كل سنة وكان المحلق الكلابي
--------------------
134
مئناثا مملقا فقالت له امرأته يا أبا كلاب ما يمنعك من التعرض لهذا الشاعر فما رأيت أحدا اقتطعه إلى
نفسه إلا وأكسبه خيرا قال ويحك ما عندي إلا ناقتي وعليها الحمل قالت الله يخلفها عليك قال فهل له بد
من الشراب والمسوح قالت إن عندي ذخيرة لي ولعلي أن أجمعها قال فتلقاه قبل أن يسبق إليه أحد وابنه
يقوده فأخذ الخطام فقال الأعشى من هذا الذي غلبنا على خطامنا قال المحلق قال شريف كريم ثم سلمه إليه
فأناخه فنحر له ناقته وكشط له عن سنامها وكبدها ثم سقاه وأحاطت بناته به يغمزنه ويمسحنه فقال ما هذه
الجواري حولي قال بنات أخيك وهن ثمان شريدتهن قليلة قال وخرج من عنده ولم يقل فيه شيئا فلما وافى سوق
عكاظ إذا هو بسرحة قد اجتمع الناس عليها وإذا الأعشى ينشدهم
( لعمري لقد لاحتْ عيونٌ كثيرةٌ إلى ضوء نار باليَفَاع تَحَرَّقُ )
( تُشَبُّ لمقرورَيْن يصطليانها وبات على النار النَّدَى والمُحَلَّقُ )
( رَضِيعَيْ لِبانِ ثَدْيِ أمٍّ تحالفا بأسْحَمَ داجٍ عَوْضُ لا نَتَفَرَّقُ )
فسلم عليه المحلق فقال له مرحبا يا سيدي بسيد قومه ونادى يا معاشر العرب هل فيكم مذكار يزوج ابنه إلى
الشريف الكريم قال
--------------------
135
فما قام من مقعده وفيهن مخطوبة إلا وقد زوجها وفي أول القصيدة غناء وهو صوت
( أَرِقْتُ وما هذا السُّهادُ المؤرِّقُ وما بيَ من سُقْمٍ وما بِيَ مَعْشَقُ )
( ولكن أُراني لا أزال بحادثٍ أُغادَى بما لم يُمسِ عندي وأُطْرَقُ )
غناه ابن محرز خفيف ثقيل أول بالسبابة في مجرى البنصر عن إسحاق وفيه لحن ليونس من كتابه غير مجنس
وفيه لابن سريج ثقيل بإطلاق الوتر في مجرى الوسطى عن إسحاق وعمرو
أخبرني أبو العباس اليزيدي قال حدثني عمي عبيد الله عن ابن حبيب عن ابن الأعرابي عن المفضل قال اسم
المحلق عبد العزى بن حنتم بن شداد بن ربيعة بن عبد الله بن عبيد وهو أبو بكر بن كلاب بن ربيعة بن عامر
بن صعصعة وإنما سمي محلقا لأن حصانا له عضه في وجنته فحلق فيه حلقة
قال وأنشد الأعشى قصيدته هذه كسرى ففسرت له فلما سمعها قال إن كان هذا سهر لغير سقم ولا عشق فما هو
إلا لص المحلق الكلابي وسبب اتصاله بالأعشى
وذكر علي بن محمد النوفلي في خبر المحلق مع الأعشى غير هذه الحكايات وزعم أن أباه حدثه عن بعض
الكلابيين من أهل البادية قال كان لأبي المحلق شرف فمات وقد أتلف ماله وبقي المحلق وثلاث أخوات له
ولم يترك لهم إلا ناقة واحدة وحلتي برود حبرة كان يشهد فيهما
--------------------
136
الحقوق فأقبل الأعشى من بعض أسفاره يريد منزله باليمامة فنزل الماء الذي به المحلق فقراه أهل الماء
فأحسنوا قراه فأقبلت عمة المحلق فقالت يابن أخي هذا الأعشى قد نزل بمائنا وقد قراه أهل الماء والعرب
تزعم أنه لم يمدح قوما إلا رفعهم ولم يهج قوما إلا وضعهم فانظر ما أقول لك واحتل في زق من خمر من عند
بعض التجار فأرسل إليه بهذه الناقة والزق وبردي أبيك فوالله لئن اعتلج الكبد والسنام والخمر في