من لا يحضره الفقيه

محمد بن علي الصدوق

جلد 4 -صفحه : 517/ 14
نمايش فراداده

ونهى ان يطلع الرجل في بيت جاره، وقال: من نظر إلى عورة إخيه المسلم أو عورة غير اهله متعمدا ادخله الله تعالى مع المنافقين الذين كانوا يبحثون عن عورات الناس ولم يخرج من الدنيا حتى يفضحه الله، الا ان يتوب.

وقال عليه السلام من لم يرض بما قسم الله له من الرزق وبث شكواه ولم يبصر ولم يحتسب(1) لم ترفع له حسنة ويلقى الله عزوجل وهو عليه غضبان، الا ان يتوب.

ونهى ان يختال الرجل في مشيه، وقال: من لبس ثوبا فاختال فيه خسف الله به من شفير جهنم فكان قرين قارون لانه اول من اختال فخسف الله به وبداره الارض، ومن اختال فقد نازع الله عزوجل في جبروته.

وقال عليه السلام: من ظلم امرأة مهرها فهو عند الله زان يقول الله عزوجل له يوم القيامة: عبدى زوجتك أمتى على عهدى فلم توف بعهدى وظلمت امتى، فيؤخذ من حسناته فيدفع اليها بقدر حقها، فاذا لم تبق له حسنة امر به إلى النار بنكثه للعهد ان العهد كان مسئولا.

ونهى عليه السلام عن كتمان الشهادة، وقال: من كتمها اطعمه الله لحمه على رؤوس الخلائق(2) وهو قول الله عزوجل: (ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فانه آثم قلبه والله بما تعملون عليم).

وقال عليه السلام: من آذى جاره حرم الله عليه ريح الجنة، ومأواه جهنم وبئس المصير، ومن ضيع حق جاره فليس منا، وما زال جبرئيل عليه السلام يوصينى بالجار حتى ظننت انه سيورثه، وما زال يوصينى بالمماليك حتى ظننت انه سيجعل لهم وقتا إذا بلغوا ذلك الوقت اعتقوا، وما زال يوصينى بالسواك حتى ظننت انه سيجعله فريضة، وما زال يوصينى بقيام الليل حتى ظننت ان خيار امتى لن يناموا.

الا ومن استخف بفقير مسلم فلقد استخف بحق الله، والله يستخف به يوم القيامة، الا ان يتوب.

وقال عليه السلام: من اكرم فقيرا مسلما لقى الله عزوجل يوم القيامة

(1) أي لم يكتف بما رزقه الله تعالى.

(2) أي على محضر منهم يعني في حضور الخلائق على رؤوس الاشهاد.