وربما كان الوصي نبيا يوحى اليه، وربما كان اماما امينا على رسالةربه.
قال سيدنا جعفر الصادق (ع): ((ما زالت الارض الا وللّه فيها الحجة يعرف الحلال والحرام ويدعو الناس الى سبيل اللّه))((1)).
ويقول الامام علي (ع): ((اللهم بلى لا تخلو الارض من قائم للّه بحجة))((2)).
ومن غير المعقول ان تتوقف ظاهرة الوصاية التي رافقت الرسالات الالهية في رسالة اللّه الاخيرة ليكون نبينا (ص) استثناءوقد خاطبه اللّه سبحانه: (وما كنت بدعا من الرسل)((3)) ولذا نجد المسعودي مثلا يؤلف كتابه (اثبات الوصية) في هذا الاطار، وفي الاطار نفسه ينبري العلامة جمال الدين ابوالقاسم المتوفى سنة 726ه المعروف بالعلامة الحلي ليؤلف رسالة تحت نفس العنوان المذكور((4)).
ثم ياتي الشوكاني القاضي والمحدث اليمني ليؤلف رسالته الموسومة ب (العقد الثمين في اثبات وصاية امير المؤمنين).
والمؤلف هو القاضي والاديب والمحدث محمد بن علي بن محمد الشوكاني المولود في ذي القعدة سنة 1173ه / 1760م،نشا في صنعاء وفيها توفي عن عمر ناهز السبعة والسبعين. وقد ظل قاضيا للمدينة (صنعاء) مدة ربع قرن من الزمن، ولعلهالقاضي الوحيد في بلده الذي لم يتقاض على عمله اجرا حتى لقد عوتب في ذلك! اما رسالته هذه فقد جاءت في الحقيقة جوابا عن سؤال، وهي على ايجازها تكشف عن شخصية علمية عميقة الغور.
والشوكاني فقيه مجدد نادى بوجوب الاجتهاد وله راي فريد في ذلك يجعل من فهم اللغة العربية وسبر اغوارها ومعرفةدقائقها شرطا محوريا اساسيا.
اما الجهد التحقيقي فقد جاء في عدة محاور: توثيق الايات القرآنية والاحاديث الشريفة، وكتابة ترجمة لحياة المؤلف،واضافة ملحق في طائفة من شعر الصحابة والتابعين مما يؤيد وصاية الامام علي بن ابي طالب (ع) ولما تنطوي عليه من قيمةتاريخية.
ومركز الغدير اذ يقدم هذا الكتيب الصغير حجمه والكبير في اهميته انما يرمي الى اثراء المكتبة العربية والاسلامية فيموضوع اثار الجدل قديما وحديثا.
الحمد للّه رب العالمين، واحمده على كل حمد، حمدا بما هو اهله، واستعينه على كل سراء وضراء، وفي كل شدة ورخاء،واصلي واسلم على اشرف الخلق سيدنا وشفيعنا وحبيب قلوبنا المصطفى الامين محمد (ص)، وعلى اخيه ووصيه