ألا فَالحَذَرَ الحَذَرَ مِن طاعَةِ ساداتِكُم وكُبَرائِكُمُ الَّذينَ تَكَبَّروا عَن حَسَبِهِم ، وتَرَفَّعوا فَوقَ نَسَبِهِم ، وألقَوُا الهَجينَةَ[88] عَلى رَبِّهِم ، وجاحَدُوا اللهَ عَلى ما صَنَعَ بِهِم ، مُكابَرَةً لِقَضائِهِ ، ومُغالَبَةً لِآلائِهِ ! فَإِنَّهُم قَواعِدُ أساسِ العَصَبِيَّةِ ، ودَعائِمُ أركانِ الفِتنَةِ ، وسُيوفُ اعتِزاءِ[89] الجاهِلِيَّةِ[90] .
1161 ـ عنه عليه السّلام : لِيَتَأَسَّ صَغيرُكُم بِكَبيرِكُم ، وَليَرأَف كَبيرُكُم بِصَغيرِكُم ، ولا تَكونوا كَجُفاةِ الجاهِلِيَّةِ : لا فِي الدّينِ يَتَفَقَّهونَ ، ولا عَنِ اللهِ يَعقِلونَ ، كَقَيضِ[91] بَيضٍ في أداحٍ[92] يَكونُ كَسرُها وِزرًا ، ويُخرِجُ حِضانُها شَرًّا[93] .
1162 ـ مُحَمَّدٌ القَصرِيُّ عَنِ الإِمامِ الصّادِقِ عليه السّلام : سَأَلتُهُ عَنِ الصَّدَقَةِ ، فَقالَ : اِقسِمها فيمَن قالَ اللهُ ، ولا يُعطى مِن سَهمِ الغارِمينَ الَّذينَ يَغرَمونَ في مُهورِ النِّساءِ ، ولَا الَّذينَ يُنادونَ بِنِداءِ الجاهِلِيَّةِ . قُلتُ : وما نِداءُ الجاهِلِيَّةِ ؟ قالَ : الرَّجُلُ يَقولُ : يا آلَ بَني فُلانٍ ، فَيَقَعُ بَينَهُمُ القَتلُ ! ولا يُؤَدّى ذلِكَ مِن سَهمِ الغارِمينَ ، وَالَّذينَ لا يُبالونَ ما صَنَعوا بِأَموالِ النّاسِ[94] .
1163 ـ جابِرٌ : اِقتَتَلَ غُلامانِ ؛ غُلامٌ مِنَ المُهاجِرينَ وغُلامٌ مِنَ الأَنصارِ ، فَنادَى المُهاجِرُ أوِ المُهاجِرونَ : يالَلمُهاجِرينَ ! ونادَى الأَنصارِيُّ : يالَلأَنصارِ ! فَخَرَجَ رَسولُ اللهِ صلّى الله عليه و آله فَقالَ : ما هذا دَعوى أهلِ الجاهِلِيَّةِ ؟ قالوا : لا يا رَسولَ اللهِ ، إلّا أنَّ غُلامَينِ اقتَتَلا فَكَسَعَ أحَدُهُمَا الآخَرَ ، قالَ : فَلا بَأسَ ، وَليَنصُرِ الرَّجُلُ أخاهُ ظالِمًا أو مَظلومًا ، إن كانَ ظالِمًا فَليَنهَهُ ، فَإِنَّهُ لَهُ نَصرٌ ، وإن كانَ مَظلومًا فَليَنصُرهُ[95] .
1164 ـ عَلِيُّ بنُ إبراهيمَ : كانَ أصحابُ رَسولِ اللهِ صلّى الله عليه و آله يَأتونَ رَسولَ اللهِ صلّى الله عليه و آله فَيَسأَلونَهُ أن يَسأَلَ اللهَ لَهُم ، وكانوا يَسأَلونَ ما لا يَحِلُّ لَهُم ، فَأَنزَلَ اللهُ وَ يَتَنَـجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَ نِ وَ مَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وقَولُهُم لَهُ إذا أتَوهُ : أنعِم صَباحًا ، وأنعِم مَساءً ، وهِيَ تَحِيَّةُ أهلِ الجاهِلِيَّةِ ، فَأَنزَلَ اللهُ وَ إِذَا جَآءُ وكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ فَقالَ لَهُم رَسولُ اللهِ صلّى الله عليه و آله : وقَد أبدَلَنَا اللهُ بِخَيرٍ مِن ذلِكَ تَحِيَّةِ أهلِ الجَنَّةِ «السَّلامُ عَلَيكُم»[96] .
وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِالْأُنثَى ظَـلَّ وَجْهُهُ و مُسْوَدًّا وَ هُوَ كَظِيمٌ يَتَوَ رَى مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ ى أَيُمْسِكُهُ و عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ و فِى التُّرَابِ أَلَا سَآءَ مَا يَحْكُمُونَ [97] .
1165 ـ رسول الله صلّى الله عليه و آله : إنَّ اللهَ حَرَّمَ عَلَيكُم : عُقوقَ الاُمَّهاتِ ، ووَأدَ البَناتِ ، ومَنعَ وَهاتِ[99] ، وكَرِهَ لَكُم : قيلَ وقالَ : وكَثرَةَ السُّؤالِ ، وإضاعَةَ المالِ[100] .
1166 ـ الإمام الصادق عليه السّلام : جاءَ رَجُلٌ إلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه و آله فَقالَ : إنّي قَد وَلَدتُ بِنتًا ورَبَّيتُها حَتّى إذا بَلَغَت فَأَلبَستُها وحَلَّيتُها ، ثُمَّ جِئتُ بِها إلى قَليبٍ[101] فَدَفَعتُها في جَوفِهِ ، وكانَ آخِرُ ما سَمِعتُ مِنها وهِيَ تَقولُ : يا أبَتاه ، فَما كَفّارَةُ ذلِكَ ؟ قالَ : ألَكَ اُمٌّ حَيَّةٌ ؟ قالَ : لا ، قالَ : فَلَكَ خالَةٌ حَيَّةٌ ؟ قالَ : نَعَم ، قالَ : فَابرَرها فَإِنَّها بِمَنزِلَةِ الاُمِّ يُكَفَّرُ عَنكَ ما صَنَعتَ .