نظرهما بذهاب نورهما بحساب ديتهما وكذلكفيما ينقص من نظر واحدة منهما بذهاب نورها بحساب ديتها، والطريق فيمعرفة حقيقة ما ينقص من نور العين بقياس نظرهما إلى نظر من هو في سنه منالناس فيمد حبل لغيره ممن يساويه في عمره وحال نظره وينظر به غاية مد إبصارهفيعلم عليه ثم يقاس بجانب آخر ويعلم عليه، فإذا استوت المسافة في نظره اعتبربالجانبين الآخرين حتى يكون قد اعتبر بالأربع الجهات، فإذا استوى وتساوتمسافاته ولم يختلف قوله في نظره علم بذلك مقدار نظره ثم يمد الحبل للذي أصيب وينظربه غاية مدى إبصاره ويعلم عليه ثم يدار إلى جانب آخر وينظر به مدى إبصاره ويعلمعليه.
فإذا تساوت المسافة اعتبر بالجهتينالأخريين، فإن اختلف قوله باختلاف المسافة لم يصدق وإن اتفق قوله باتفاقالمدي في الأربع الجهات صدق ونظر فيما بين مدى عينه الصحيحة وعينه المصابةفأعطي من ديتها بحساب ذلك، ولا تقاس العين في يوم الغيم ولا في جهات مختلفةالضياء والاستواء واعتبار إحدى العينين،لو ادعى صاحبها نقصان نظر فيها بأن تشد عينهالمصابة ويمد له حبل فينظر منتهى نظر عينه الصحيحة وتحقق ذلك بمد الحبل فيالجهات الأربع.
فإذا عرف صدقه باستواء المدي بالمسافاتالمتساوية حلت عينه المصابة وشدت عينه الصحيحة ومد الحبل تلقاء وجهه وأعلممدى عينه المصابة ثم مد من جانب آخر ونظر منتهى نظره منه فإن خالفه لميصدق وإن ساواه حقق ذلك باعتبار مد الحبل في الجهتين الأخريين، فإذا استوىنظره في الأربع الجهات نظر فيما بين مدى عينه الصحيحة وعينه المصابة فأعطي منديتها بحساب ذلك إن شاء الله.
ومن ادعى نقصا في سمعه اعتبر بالصوت منأربع جهات وقيس إلى سماع غيره من أبناء سنه، فإن ادعى نقصا فيالسماع من إحدى أذنيه شدت أذنه المصابة وصيح به في مكان بعيد وعرف مدى سمعه ثم تحلالأذن المصابة وتشد الصحيحة ويصاح به من أربع جهات ثم يستحلف على ذلكويعطي دية ما نقص من سمعه بحساب دية سمعه كله - وينبغي أن يكونالموضع الذي اعتبر به السمع معتدل