أنوار الهداية (جزء 1)

روح الله خمینی؛ گردآورنده: مؤسسه تنظيم و نشر آثار امام خميني

نسخه متنی -صفحه : 352/ 73
نمايش فراداده

فها هنا أقسام، فإن القطع لما كان من الأوصاف الحقيقية ذات الإضافة، فله قيام بالنفس قيام صدور أو حلول - على المسلكين في العلوم العقلية - وإضافة إلى المعلوم بالذات الذي هو في صقع النفس إضافة إشراق وإيجاد، فإن العلم هو الإضافة الاشراقية بين النفس والمعلوم بالذات، بها يوجد المعلوم كوجود المهيات الإمكانية بالفيض المقدس الإطلاقي، وله - أيضا - إضافة بالعرض إلى المعلوم بالعرض الذي هو المتعلق المتحقق في الخارج.

وقيام العلم بالنفس وكون الصورة المعلومة بالذات فيها، بناء على عدم كون العلم من مقولة الإضافة، كما ذهب إليه الفخر الرازي (1) فرارا عن الإشكالات الواردة على الوجود الذهني. فما وقع في تقريرات بعض المحققين رحمه الله - من قيام الصورة في النفس من غير فرق بين أن نقول: إن العلم من مقولة الكيف أو مقولة الفعل أو الانفعال أو الإضافة (2) - ناش عن الغفلة عن حقيقة الحال.

وبالجملة: أن العلم له قيام بالنفس وإضافة إلى المعلوم بالذات وإضافة إلى المعلوم بالعرض، بل هذه الإضافة على التحقيق هي علم النفس، وهو أمر بسيط، لكن للعقل أن يحلله إلى أصل الكشف وتمامية الكشف، فعليه يكون للقطع جهات ثلاث:

جهة القيام بالنفس مع قطع النظر عن الكشف، كسائر أوصافها مثل القدرة والإرادة والحياة.

(1) المباحث المشرقية 1: 331. الفخر الرازي: هو الشيخ محمد بن عمر بن الحسين التميمي البكري الملقب بفخر الدين الرازي، ولد في بلدة ري سنة 544 ه‍، أشعري الأصول شافعي الفروع، له عدة مؤلفات منها التفسير الكبير والمطالب العالية، توفي في هراة سنة 606 ه‍ ودفن فيها. انظر وفيات الأعيان 4: 248، الكنى والألقاب 3: 9، روضات الجنات 8: 39.

(2) فوائد الأصول 3: 16.