المؤمنين قد كانت الأمة منه في عافية وقويت شوكة الرافضة والمعتزلة وحمل المأمون المسلمين على القول بخلق القرآن ودعاهم إليه فامتحن العلماء فلا حول ولا قوة الا بالله، ان من البلاء ان تعرف ما كنت تنكر وتنكر ما كنت تعرف وتقدم عقول الفلاسفة ويعزل منقول اتباع الرسل ويماري في القرآن ويتبرم بالسنن والآثار. وتقع في الحيرة فالفرار قبل حلول الدمار وإياك ومضلات الأهواء ومجاراة العقول ومن يعتصم بالله فقد هدى إلى صراط مستقيم.
من حفاظ العلم النبوي وهم عدد كثير اقتصرت منهم على الاعلام وعدتهم مائة نفس (1).
الحافظ الكبير و [الامام] العلم الشهير [اللؤلؤي] أبو سعيد البصري مولى الأزد وقيل مولى بنى العنبر. مولده سنة خمس وثلاثين ومائة سمع أيمن بن نابل وهشاما الدستوائي ومعاوية بن صالح وأبا خلدة وشعبة وسفيان وأمما. حدث عنه ابن المبارك واحمد وإسحاق وابن المديني وبندار وعبد الرحمن رسته ومحمد بن يحيى وعبد الرحمن بن محمد بن منصور الحارثي وخلق سواهم.
(1) المسمون في هذه الطبقة مائة وستة لكن ثلاثة منهم ليسوا من حفاظ الحديث وهم هشام ابن الكلبي وأبو عبيدة والفراء واثنان لم يترجم لهما وهما شبابة وأبو حذيفة، وواحد ضعيف ولم يستوف ترجمته وهو الواقدي.