تفسير السلمي (جزء 2)

محمد بن حسن سلمی

نسخه متنی -صفحه : 427/ 404
نمايش فراداده

ما قيل في سورة التين

بسم الله الرحمن الرحيم

قوله تعالى: (والتين والزيتون وطور سنين) [الآية: 1، 2].

سمعت أبا الفتح القواس يقول: سمعت جعفرا الخلدي يقول: سئل الجنيد عن قوله: (والتين والزيتون) قال: مسجد البيت المقدس، (وطور سنين) مسجد الطور (وهذا البلد الأمين) المسجد الحرام وإنما هذه مساجد عظمها الله لأنها بقاع كان يذكر الله تعالى فيها فاقسم الله بها، وكل بقعة ذكر الله فيها فتلك البقعة معظمة لما اجرى الله تعالى ذكره فيها.

قوله تعالى: (وهذا البلد الأمين) [الآية: 3].

قال ابن عطاء: امناه بمقامك فيه وكونك به، فإن كونك أمان حيث ما كان.

قوله تعالى: (لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم) [الآية: 4].

قال جعفر: أحسن صوره.

وقال بعضهم: أحسن مثال.

وقال ابن عطاء: في أتم معرفة.

وقال بعضهم: التقويم كمال السر عند جريان الخواطر.

وقال بعضهم: أحسن التقويم وصف قائم بالحق لا عبادة عنه، وكل عبادة عن تمام تقويمه من تفسيره وليس بنهاية العبادة عنه لفظ.

وقال أبو بكر بن طاهر: مزينا بالعقل، مؤيدا بالأمر، مهديا بالتمييز، مديد القامة، يتناول مأكوله بيده.