أخبرنا أبو عبد الله الثقفي الدينوري، حدثنا أبو علي بن حبش المقري، حدثنا محمد بن عمران، حدثنا ابن المقري وأبو عبيد الله. قالا: حدثنا العبدي، عن سفيان، عن جويبر، عن الضحاك، قال: الجن يدخلون الجنة ويأكلون ويشربون (ومن لا يجب داعي الله فليس بمعجز في الارض وليس له من دونه أولياء أولئك في ضلال مبين)) .
* (أولم يروا أن الله الذى خلق السماوات والارض ولم يعى بخلقهن بقادر على أن يحى الموتى بلى إنه على كل شىء قدير * ويوم يعرض الذين كفروا على النار أليس هاذا بالحق قالوا بلى وربنا قال فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون * فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل ولا تستعجل لهم كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار بلاغ فهل يهلك إلا القوم الفاسقون) 2
(أولم يروا أن الله الذي خلق السماوات والارض ولم يعي بخلقهن) لم يضعف عن إبداعهن، ولم يعجز عن اختراعهن. (بقادر) قراءة العامة (بالباء) و (الألف) على الاسم واختلفوا في وجه دخول (الباء) فيه، فقال أبو عبيدة والأخفش: هي صلة، كقوله: (تنبت بالدهن) وقال الحارث بن حلزة:
أراد بيضت عيون الناس.
وقال الكسائي والفراء: (الباء) فيه جلبت الاستفهام والجحد في أول الكلام، كقوله:
(أوليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر).
والعرب تدخلها في الجحود، إذا كانت رافعة لما قبلها، كقول الشاعر:
وقرأ الأعرج وعاصم الجحدري وابن أبي إسحاق ويعقوب بن إسحاق (يقدر) (بالياء) من غير (ألف) على الفعل، واختار أبو عبيد قراءة العامة لأنها في قراءة عبد الله (خلق السماوات والأرض قادر) بغير (باء).
(على أن يحيى الموتى بلى إنه على كل شيء قدير ويوم يعرض الذين كفروا على النار) فيقال لهم: (أليس هذا بالحق قالوا بلى وربنا قال) لهم المقرر بذلك (فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل).