تفسير البغوي (جزء 3)

حسین بن مسعود بغوی؛ محقق: خالد عبد الرحمان عک

نسخه متنی -صفحه : 574/ 154
نمايش فراداده

سورة الكهف من الآية 19 وحتى الآية 20

واختلفوا في أن الرعب كان لماذا قيل من وحشة المكان وقال الكلبي لأن أعينهم كانت مفتحة كالمستيقظ الذي يريد أن يتكلم وهم نيام وقيل لكثرة شعورهم وطول أظفارهم ولتقبلهم من غير حس ولا شعور وقيل إن الله تعالى منعهم بالرعب لئلا يراهم أحد وروي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال غزونا مع معاوية نحو الروم فمررنا بالكهف الذي فيه أصحاب الكهف فقال معاوية لو كشف لنا عن هؤلاء فنظرنا إليهم فقال ابن عباس رضي الله عنهم لقد منع ذلك من هو خير منك فقال لو اطلعت عليهم لوليت منهم فرارا فبعث معاوية ناسا فقال اذهبوا فانظروا فلما دخلوا الكهف بعث الله عليهم ريحا فأحرقتهم 19 قوله تعالى (وكذلك بعثناهم) أي كما أنمناهم في الكهف وحفظنا أجسادهم من البلى على طول الزمان فكذلك بعثناهم من النومة التي تشبه الموت (ليتساءلوا بينهم) ليسأل بعضهم بعضا واللام فيه لام العاقبة لأنهم لم يبعثوا للسؤال (قال قائل منهم) وهو رئيسهم مكسلمينا (كم لبثتم) في نومكم وذلك أنهم استنكروا طول نومهم ويقال إنهم راعهم ما فاتهم من الصلاة فقالوا ذلك (قالوا لبثنا يوما) وذلك أنهم دخلوا الكهف غدوة فقالوا فانتبهوا حين انتبهوا عشية فقالوا لبثنا يوما ثم نظروا وقد بقيت من الشمس بقية فقالوا (أو بعض يوم) فلما نظروا إلى شعورهم وأظفارهم علموا أنهم لبثوا أكثر من يوم (قالوا ربكم أعلم بما لبثتم) وقيل إن رئيسهم مكلسمينا لما سمع الاختلاف بينهم قال دعوا الاختلاف ربكم أعلم بما لبثتم (فابعثوا أحدكم بورقكم هذه) يعني تمليخا قرأ أبو عمرو وحمزة وأبو بكر بورقكم ساكنة الراء والباقون بكسرهما ومعناهما واحد وهي الفضة مضروبة كانت أو غير مضروبة (إلى المدينة) قيل هي طرسوس وكان اسمها في الجاهلية أفسوس فسموها في الإسلام طرسوس (فلينظر أيها أزكى طعاما) أي أحل طعاما حتى لا يكون من غصب أو سبب حرام وقيل أمروه أن يطلب ذبيحة مؤمن ولا يكون من ذبيحة من يذبح لغير الله وكان فيهم مؤمنون يخفون إيمانهم وقال الضحاك أطيب طعاما وقال مقاتل بن حيان أجود طعاما وقال عكرمة أكثر وأصل الزكاة الزيادة وقيل أرخص طعاما (فليأتكم برزق منه) أي قوت وطعام تأكلونه (وليتلطف) وليترفق في الطريق وفي المدينة وليكن في ستر وكتمان (ولا يشعرن) ولا يعلمن (بكم أحدا) من الناس 20 (إنهم إن يظهروا عليكم) أي يعلموا بمكانكم (يرجموكم) قال ابن جريج يشتموكم ويؤذوكم