سورة الكهف من الآية 21
بالقول وقيل يقتلوكم وقيل كان من عادتهم القتل بالحجارة وهو أخبث القتل وقيل يضربوكم (أو يعيدوكم في ملتهم) أي إلى الكفر (ولن تفلحوا إذا أبدا) إن عدتم إليه 21 قوله عز وجل (وكذلك أعثرنا) أي اطلعنا (عليهم) يقال عثرت على الشيء إذا اطلعت عليه وأعثرت عليه غيري أي أطلعته (ليعلموا أن وعد الله حق) يعني أصحاب بيدروس الذين أنكروا البعث (وأن الساعة لا ريب فيها إذ يتنازعون بينهم أمرهم) قال ابن عباس يتنازعون في البنيان فقال المسلمون نبني عليهم مسجدا يصلي فيه الناس لأنهم على ديننا وقال المشركون نبني عليهم بنيانا لأنهم من أهل ديننا وقال عكرمة تنازعوا في البعث فقال المسلمون البعث للأجساد والأرواح وقال قوم للأرواح دون الأجساد فبعثهم الله تعالى وأراهم أن البعث للأجساد والأرواح وقيل تنازعوا في مدة لبثهم وقيل في عددهم (فقالوا ابنوا عليهم بنيانا ربهمأعلم بهم قال الذين غلبوا على أمرهم) بيدروس الملك وأصحابه (لنتخذن عليهم مسجدا) 22 (سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم) روي أن السيد والعاقب وأصحابهما من نصارى أهل نجران كانوا عند النبي صلى الله عليه وسلم فجرى ذكر أصحاب الكهف فقال السيد وكان يعقوبيا كانوا ثلاثة رابعهم كلبهم وقال العاقب وكان نسطوريان كانوا خمسة سادسهم كلبمه وقال المسلمون كانوا سبعة ثامنهم كلبهم فحق الله قول المسلمين بعدما حكى قول النصارى فقال (سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجما بالغيب) أي ظنا وحدسا من غير يقين ولم يقل هذا في حق السبعة فقال (ويقولون) يعني المسلمين (سبعة وثامنهم كلبهم) اختلفوا في الواو في قوله (وثامنهم) وقيل تركها وذكرها سواء وقيل هي واو الحكم والتحقيق كأنه حكى اختلافهم وتم الكلام عند قوله (ويقولون سبعة) ثم حقق هذا القول بقوله (وثامنهم كلبهم) والثامن لا يكون إلا بعد السابع وقيل هذه واو الثمانية وذلك أن العرب تعد فتقول واحد اثنان ثلاثة أربعة خمسة ستة سبعة وثمانية لأن العقد عندهم كان سبعة كما هو اليوم عندنا عشرة نظيره قوله تعالى (التائبون العابدون الحامدون) إلى قوله (والناهون عن المنكر) وقال في أزواج النبي صلى الله عليه وسلم (عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن مسلمات مؤمنات قانتات تائبات عابدات سائحات ثيبات وأبكارا) (قل ربي أعلم بعدتهم) أي بعددهم (ما يعلمهم إلا قليل) أي إلا قليل من الناس قال ابن عباس