دخلت على عائشة وعندها حسان بن ثابت ينشد شعرا يشيب بأبيات له وقال (حصان رزان ما تزن بريبة وتصبح غرثي من لحوم الغوافل) فقالت له عائشة لكنك لست كذلك قال مسروق فقلت لها لم تأذنين له أن يدخل عليك وقد قال الله تعالى (والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم) قالت وأي عذاب أشد من العمى وقالت إنه كان ينافح أو يهاجي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويروى أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بالذين رموا عائشة فجلدوا الحد جميعا ثمانين ثمانين 12 قوله (لولا) هلا (إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم) بإخوانهم (خيرا) قال الحسن بأهل دينهم لأن المؤمنين كنفس واحدة نظيره قوله تعالى (ولا تقتلوا أنفسكم) (فسلموا على أنفسكم) (وقالوا هذا إفك مبين) أي كذب بين 13 (لولا جاءوا عليه بأربعة شهداء) على ما زعموا (فإذ لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون) فإن قيل كيف يصيرون عند الله كاذبين إذ لم يأتوا بالشهداء ومن كذب فهو عند الله كاذب سواء أتى بالشهداء أو لم يأت قيل عند الله أي في حكم الله وقيل معناه كذبوهم بأمر الله وقيل هذا في حق عائشة ومعناه أولئك هم الكاذبون في غيبي وعلمي 14 (ولولا فضل الله عليكم ورحمته في الدنيا والآخرة لمسكم فيما أفضتم) خضتم (فيه) من الإفك (عذاب عظيم) قال ابن عباس أي عذاب لا انقطاع له يعني في الآخرة لأنه ذكر عذاب الدنيا من قبل فقال تعالى (والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم) وقد أصابهم فإنه قد جلد وحد وقد روت عمرة عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم لما نزلت هذه الآية حد أربعة نفر عبد الله بن أبي وحسان بن ثابت ومسطح بن أثاثة وحمنة بنت جحش 15 قوله تعالى (إذ تلقونه) تقولونه (بألسنتكم) قال مجاهد ومقاتل يرويه بعضكم عن بعض