93 (وتقطعوا أمرهم بينهم) أي اختلفوا في الدين فصاروا فرقا وأحزابا قال الكلبي فرقوا دينهم بينهم يلعن بعضهم بعضا ويتبرأ بعضهم من بعض والتقطع هاهنا بمعنى التقطيع (كل إلينا راجعون) فنجزيهم بأعمالهم 94 (فمن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا كفران لسعيه) لا يجحد ولا يبطل عمله سعيه بل يشكر ويثاب عليه (وإنا له كاتبون) لعمله حافظون وقيل معنى الشكر من الله المجازاة ومعنى الكفران ترك المجازاة 95 (وحرام على قرية) قرأ حمزة والكسائي وأبو بكر (وحرم) بكسر الحاء بلا ألف وقرأ الباقون بالألف (حرام) وهما لغتان مثل حله وحلال قال ابن عباس معنى الآية وحرام على قرية أي أهل قرية (أهلكناها) أن يرجعوا بعد الهلاك فعلى هذا تكون (لا) صلة وقال آخرون الحرام بمعنى الواجب فعلى هذا تكون (لا) ثابتة معناه واجب على أهل قرية أهلكناهم (أنهم لا يرجعون) إلى الدنيا وقال الزجاج معناه وحرام على أهل قرية أهلكناهم أي حكمنا بهلاكهم أن يتقبل أعمالهم لأنهم لا يرجعون أي لا يتوبون والدليل على هذا المعنى أنه قال في الآية التي قبلها فمن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا كفران لسعيه أي يتقبل عمله ثم ذكر هذه الآية عقيبه وبين أن الكافر لا يتقبل عمله 96 قوله تعالى (حتى إذا فتحت) قرأ ابن عامر وأبو جعفر ويعقوب (فتحت) بالتشديد على التكثير وقرأ الآخرون بالتخفيف (يأجوج ومأجوج) يريد فتح السد عن يأجوج (وهم من كل حدب) أي نشز وتل والحدب المكان المرتفع (ينسلون) يسرعون النزول من الآكام والتلال كنسلان الذئب وهو سرعة مشيه واختلفوا في هذه الكناية فقال قوم عني بها يأجوج ومأجوج بدليل ما روينا عن النواس بن سمعان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال \ ويبعث الله يأجوج ومأجوج من كل حدب ينسلون \ وقال قوم أراد جميع الخلق يعني أنهم يخرجون من قبورهم ويدل عليه قراءة مجاهد وهم من كل جدث بالجيم والثاء كما قال (فإذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون) أخبرنا إسماعيل بن عبد القاهر الجرجاني أنا عبد الغافر بن محمد الفارسي أنا محمد بن عيسى الجلودي أنا إبراهيم بن محمد بن سفيان أنا مسلم بن الحجاج أنا أبو خيثمة زهير بن حرب أنا سفيان بن عيينة عن فرات القزاز عن أبي الطفيل عن حذيفة بن أسيد الغفاري قال أطلع النبي صلى الله عليه وسلم علينا ونحن نتذاكر الساعة فقال ما تذكرون قالوا نذكر الساعة قال \ إنها لن تقوم حتى تروا قبلها عشر آيات فذكر الدخان والدجال والدابة