قد اختلف الناس في الجواب عنه فقال بعضهم إن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يقرأ ولكن الشيطان ذكر ذلك بين قراءته فظن المشركون أن الرسول صلى الله عليه وسلم قرأه وقرأه وقال قتادة أغفي النبي صلى الله عليه وسلم إغفاءة فجرى ذلك على لسانه بإلقاء الشيطان ولم يكن له خبر والأكثرون قالوا جرى ذلك على لسانه بإلقاء الشيطان على سبيل السهو والنسيان ولم يلبث أن نبهه الله عليه وقيل إن شيطانا يقال له أبيض عمل هذا العمل وكان ذلك فتنة ومحنة من الله تعالى والله تعالى يمتحن عباده بما يشاء فينسخ الله ما يلقي الشيطان أي يبطله ويذهبه (ثم يحكم الله آياته) فيثبتها (والله حكيم عليم ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة) أي محنة وبلية (للذين في قلوبهم مرض) شك ونفاق (والقاسية) يعني الجافية (قلوبهم) عن قبول الحق وهم المشركون وذلك أنهم افتتنوا لما سمعوا ذلك ثم نسخ ورفع