سورة الرعد من الآية 12 وحتى الآية 13
دعه فإن يرد الله به خيرا بهذه فأقبل حتى قام عليه فقال يا محمد مالي إن أسلمت قال لك ما للمسلمين وعليك ما على المسلمين قال تجعل لي الأمر بعدك قال ليس ذلك إلي إنما ذلك إلى الله عز وجل يجعله حيث يشاء قال فتجعلني على الوبر وأنت على المدر قال لا قال فماذا تجعل لي قال أجعل لك أعنة الخيل تغزو عليها قال أوليس ذلك لي اليوم قم معي أكلمك فقام معه رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان عامر أوصى إلى أربد بن ربيعة إذا رأيتني أكلمه فدار من خلفه فاضربه بالسيف فجعل يخاصم رسول الله صلى الله عليه وسلم ويراجعه فدار أربد خلف النبي صلى الله عليه وسلم ليضربه بالسيف فاخترط من سيفه شبرا ثم حبسه الله عنه فلم يقدر على سله وجعل عامر يومىء إليه فالتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأى أربد ما صنع بسيفه فقال اللهم اكفنيهما بما شئت فأرسل الله على أربد صاعقة في يوم صحو قائظ فأحرقته وولى عامر هاربا وقال يا محمد دعوت ربك فقتل أربد والله لأملأنها عليك خيلا جردا وفتيانا مردا فقال النبي صلى الله عليه وسلم يمنعك الله تعالى من ذلك وابنا قيلة يريد الأوس والخزرج فنزل عامر بيت امرأة سلولية فلما أصبح ضم عليه سلاحه وقد تغير لونه فجعل يركض في الصحراء ويقول ابرز يا ملك الموت ويقول الشعر ويقول واللات لئن أبصرت محمدا وصاحبه يعني ملك الموت لأنفذتهما برمحي فأرسل الله ملكا فلطمه بجناحه فأرداه في التراب وخرجت على ركبتيه في الوقت غدة عظيمة فعاد إلى بيت السلولية وهو يقول غدة كغدة البعير وموت في بيت سلولية ثم دعا بفرسه فركبه ثم أجراه حتى مات على ظهره فأجاب الله دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقتل عامر بالطعن وأربد بالصاعقة وأنزل الله عز وجل في هذه القصة قوله (سواء منكم من أسر القول ومن جهر به ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار له معقبات من بين يديه) يعني لرسول الله صلى الله عليه وسلم معقبات يحفظونه من بين يديه ومن خلفه من أمر الله يعني تلك المعقبات من أمر الله وفيه تقديم تأخير وقال لهذين (إن الله لا يغير ما بقوم) من العافية والنعمة (حتى يغيروا ما بأنفسهم) من الحال الجميلة فيعصوا ربهم (وإذا أراد الله بقوم سوءا) أي عذابا وهلاكا (فلا مرد له) أي لا راد له (وما لهم من دونه من وال) أي ملجأ يلجؤون إليه وقيل وال يلي أمرهم ويمنع العذاب عنهم 12 قوله (هو الذي يريكم البرق خوفا وطمعا) قيل خوفا من الصاعقة طمعا في نفع المطر وقيل الخوف للمسافر يخاف منه الأذى أو المشقة والطمع للمقيم يرجو منه البركة والمنفعة وقيل الخوف من المطر في غير مكانه وأبانه والطمع إذا كان في مكانه وأبانه ومن البلدان ما إذا مطروا قحطوا وإذا لم يمطروا أخصبوا (وينشىء السحاب الثقال) بالمطر يقال أنشأالله السحابة فنشأت أي أبداها فبدت والسحب جمع واحدتها سحابة قال علي رضي الله عنه السحاب غربال الماء