سورة الفرقان من الآية 71 وحتى الآية 77
حتى بدت نواجذه وقال بعضهم إن الله عز وجل يمحو بالندم جميع السيئات ثم يثبت مكان كل سيئة حسنة 71 قوله عز وجل (ومن تاب وعمل صالحا) قال بعض أهل العلم هذا في التوبة عن غير ما سبق ذكره في الآية الأولى من القتل والزنا يعني من تاب من الشرك وعمل صالحا أي أدى الفرائض ممن لم يقتل ولم يزن (فإنه يتوب إلى الله) أي يعود إليه بالموت (متابا) حسنا يفضل به على غيره ممن قتل وزنا فالتوبة الأولى وهو قوله (ومن تاب) رجوع عن الشرك والثاني رجوع إلى الله للجزاء والمكافأة وقال بعضهم هذه الآية أيضا في التوبة عن جميع السيئات ومعناه ومن أراد التوبة وعزم عليها فليتب لوجه الله وقوله (يتوب إلى الله) خبر بمعنى الأمر أي ليتب إلى الله وقيل معناه فليعلم أن توبته ومصيره إلى الله 72 (والذين لا يشهدون الزور) قال الضحاك وأكثر المفسرين يعني الشرك وقال علي بن طلحة يعني شهادة الزور وكان عمر بن الخطاب يجلد شاهد الزور أربعين جلدة ويسخم وجهه ويطوف به في السوق وقال ابن جريج يعني الكذب وقال مجاهد يعني أعياد المشركين وقيل النوح قال قتادة لا يساعدون أهل الباطل على باطلهم وقال محمد بن الحنفية لا يشهدون اللهو والغنا قال ابن مسعود الغناء ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء الزرع وأصل الزور تحسين الشيء ووصفه بخلاف صفته فهو تمويه الباطل بما يوهم أنه حق (وإذا مروا باللغو مروا كراما) قال مقاتل إذا سمعوا من الكفار الشتم والأذى أعرضوا وصفحوا وهي رواية ابن أبي نجيح عن مجاهد نظيره قوله (وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه) قال السدي وهي منسوخة بآية القتال قال الحسن والكلبي اللغو المغاصي كلها يعني إذا مروا بمجلس اللهو والباطل مروا كراما مسرعين معرضين يقال تكرم فلان عما يشينه إذا تنزه وأكرهنفسه عنه 73 (والذين إذا ذكروا بآيات ربهم لم يخروا) لم يقعوا ولم يسقطوا (عليها صما وعميانا) كأنهم صم عمي بل يسمعون ما يذكرون به فيفهمونه ويرون الحق فيه فيتبعونه قال القتيبي لم يتغافلوا عنها كأنهم صم لم يسمعوها وعمي لم يروها