قوم هذا الخطاب للذين خاضوا في الإفك ومعناه ما طهر من هذا الذنب ولا صلح أمره بعد الذي فعل وهذا قول ابن عباس في رواية عطاء قال ما قبل توبة أحد منكم (أبدا ولكن الله يزكي) يطهر (من يشاء) من الذنب بالرحمة والمغفرة (والله سميع عليم) 22 قوله تعالى (ولا يأتل) يعني ولا يحلف وهو يفعل من الألية وهو القسم وقرأ أبو جعفر يتأل بتقديم التاء وتأخير الهمزة وهو يتفعل من الألية وهي القسم (أولوا الفضل منكم والسعة) يعني أولوا الغنى والسعة يعني أبا بكر الصديق (أن يؤتوا أولي القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله) يعني مسطحا وكان مسكينا مهاجرا بدريا ابن خالة أبي بكر حلف أبو بكر أن لا ينفق عليه (وليعفوا وليصفحوا) عنهم خوضهم في أمر عائشة (ألا تحبون) يخاطب أبا بكر (أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم) فلما قرأها النبي صلى الله عليه وسلم على أبي بكر قال بلى أنا أحب أن يغفر الله لي ورجع إلى مسطح نفقته التي كان ينفقها عليه وقال والله لا أنزعها منه أبدا وقال ابن عباس والضحاك أقسم ناس من الصحابة فيهم أبو بكر أن لا يتصدقون على رجل تكلم بشيء من الإفك ولا ينفعوهم فأنزل الله هذه الآية 23 (إن الذين يرمون المحصنات) العفائف (الغافلات) عن الفواحش (المؤمنات) والغافلة عن الفاحشة التي لا يقع في قلبها فعل الفاحشة وكانت عائشة كذلك قوله تعالى (لعنوا) عذبوا (في الدنيا) بالحد (والآخرة) بالنار (ولهم عذاب عظيم) قال مقاتل هذا خاض في عبد الله بن أبي المنافق وروي عن خصيف قال قلت لسعيد بن جبير من قذف مؤمنة يلعنه الله في الدنيا والآخرة فقال ذلك لعائشة خاصة وقال قوم هي لعائشة وأزواج النبي صلى الله عليه وسلم خاصة دون سائر المؤمنات روي عن العوام بن حوشب عن شيخ من بني كاهل عن ابن عباس رضي الله عنهما قال هذه في شأن عائشة وأزواج النبي صلى الله عليه وسلم خاصة ليس فيها توبة ومن قذف امرأة مؤمنة فقد جعل الله له توبة ثم قرأ (والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء) إلى قوله (إلا الذين تابوا) فجعل لهؤلاء توبة ولم يجعل لأولئك توبة وقال الآخرون نزلت هذه الآية في أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وكان ذلك كذلك حتى نزلت الآية التي في أول السورة (والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء) إلى قوله (فإن الله غفور رحيم) فأنزل الجلد والتوبة 24 (يوم تشهد عليهم) قرأ حمزة والكسائي بالياء لتقديم الفعل وقرأ الآخرون بالتاء (ألسنتهم) وهذا