أدرك ولحق من قرأ بالتشديد فمعناه سار يقال ما زلت اتبعه حتى اتبعته أي ما زلت أسير خلفه حتى لحقته وقوله سببا أي طريقا وقال ابن عباس منزلا 86 (حتى إذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عين حمئة) قرأ أبو جعفر وأبو عامر وحمزة والكسائي وأبو بكر (حامية) بالألف غير مهموزة أي حارة وقرأ الآخرون (حمئة) مهموزا بغير الألف أي ذات حماة وهي الطينة السوداء وسأل معاوية كعبا كيف تجد في التوراة أن تغرب الشمس قال نجد في التوراة أنها تغرب في ماء وطين قال القتيبي يجوز أن يكون معنى قوله (في عين حمئة) أي عندها عين حمئة أو في رأي العين (ووجد عندها قوما) أي عند العين أمة قال ابن جريج مدينة لها اثنا عشر ألف باب لولا ضجيج أهلها لسمعت وجبة الشمس حين تجب (قلنا يا ذا القرنين) يستدل بهذا من زعم أنه كان نبيا فإن الله تعالى خاطبه والأصح أنه لم يكن نبيا والمراد منه الإلهام (إما أن تعذب) يعني إما أن تقتلهم إن لم يدخلوا في الإسلام (وإما أن تتخذ فيهم حسنا) يعني تعفو وتصفح وقيل تأسرهم فتعلمهم الهدى خيره الله بين الأمرين 87 (قال أما من ظلم) كفر (فسوف نعذبه) أي نقتله (ثم يرد إلى ربه) في الآخرة (فيعذبه عذابا نكرا) أي منكرا يعني بالنار والنار أنكر من القتل 88 (وأما من آمن وعمل صالحا فله جزاء الحسنى) قرأ حمزة والكسائي وأبو جعفر ويعقوب (جزاء) منصوبا منونا أي فله الحسنى (جزاء) نصب على المصدر وقرأ الآخرون بالرفع على الإضافة والحسنى الجنة وإضافة الحسن إليها كما قال (ولدار الآخرة خير) والدار هي الآخرة وقيل المراد بالحسنى على هذه القراءة الأعمال الصالحة أي له جزاء الأعمال الصالحة (وسنقول له من أمرنا يسرا) أي نلين له القول ونعامله باليسر من أمرنا وقال مجاهد يسرا أي (معروفا) 89 (ثم أتبع سببا) أي سلك طرقا ومنازل 90 (حتى إذا بلغ مطلع الشمس) أي موضع طلوعها (وجدها تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها سترا) قال قتادة والحسن لم يكن بينهم وبين الشمس ستر وذلك أنهم كانوا في مكان لا يستقر عليه بناء فكانوا يكونون في أسراب لهم حتى إذا زالت الشمس عنهم خرجوا إلى معايشهم وحروثهم وقال الحسن كانوا إذا طلعت الشمس يدخلون الماء فإذا ارتفعت عنهم خرجوا فرعوا كالبهائم وقال الكلبي هم قوم عراة يفترش أحدهم إحدى أذنيه ويلتحف بالأخرى 91 قوله عز وجل (كذلك) قيل معناه كما بلغ مغرب ا لشمس كذلك بلغ مطلعها والصحيح أن معناه