6 (ومن جاهد فإنما يجاهد لنفسه) له ثوابه والجهاد هو الصبر على لاشدة ويكون ذلك في الحرب وقد يكون على مخالفة النفس (إن الله لغني عن العالمين) عن أعمالهم وعباداتهم 7 (والذين آمنوا وعملوا الصالحات لنكفرن عنهم سيئاتهم) لنبطلنها يعني حتى تصبر بمنزلة ما لم يعمل فالتكفير إذهاب السيئة بالحسنة (ولنجزينهم أحسن الذي كانوا يعملون) أي بأحسن أعمالهم وهو الطاعة وقيل نعطيهم أكثر مما عملوا وأحسن كما قال (من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها) 8 قوله عز وجل (ووصينا الإنسان بوالديه حسنا) أي برأ بهما عطفا عليهما معناه ووصينا الإنسان أن يفعل بوالديه ما يحسن نزلت هذه الآية والتي في سورة لقمان والأحزاب في سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه وهو سعد بن مالك وإسحاق والزهري وأمه حمنة بنت سفيان بن أمية بن عبد شمس لما أسلم وكان من السابقين الأولين وكان بارا بأمه قالت له أمه ما هذا الذين الذي أحدثت والله لا آكل ولا أشرب حتى ترجع إلى ما كنت عليه أو أموت فتعير بذلك أبد الدهر يقال يا قاتل أمه ثم إنها مكثت يوما وليلة لم تأكل ولم تشرب فجاء سعد إليهما وقال يا أماه لو كانت لك مائة نفس فخرجت نفسا نفس ما تركت ديني فكلي وإن شئت فلا تأكلي فلما أيست منه أكلت وشربت فأنزل الله تعالى هذه الآية وأمره بالبر بوالديه والإحسان إليهما وأن لا تطعهما في الشرك فذلك قوله عز وجل (وإن جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما) جاء في الحديث لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ثم أوعد بالمصير إليه فقال (