ربكم فاتقون) أي اتقوني لهذا وقيل معناه أمرتكم بما أمرت به المرسلين من قبلكم فأمركم واحد (وأنا ربكم فاتقون) فاحذرون وقيل هو نصب بإضمار فعل أي اعلموا أن هذه أمتكم أي ملتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون 53 (فتقطعوا أمرهم) دينهم (بينهم) أي تفرقوا فصاروا فرقا يهودا ونصارى ومجوسا (زبرا) أي فرقا وقطعا مختلفة واحدها زبور وهو الفرقة والطائفة ومثله الزبرة وجمعها زبر ومنه (زبر الحديد) أي صاروا فرقا كزبر الحديد وقرأ بعض أهل الشام (زبرا) بفتح الباء قال قتادة ومجاهد (زبرا) أي كتبا يعني دان كل فريق بكتاب غير الكتاب الذي دان به الآخرون وقيل جعلوا كتبهم قطعا مختلفة آمنوا بالبعض وكفروا بالبعض وحرفوا البعض (كل حزب بما لديهم) أي بما عندهم منهم الذين (فرحون) معجبون ومسرورون 54 (فذرهم في غمرتهم) قال ابن عباس في كفرهم وضلالتهم وقيل عمايتهم وقيل غفلتهم (حتى حين) إلى أن يموتوا 55 (أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين) ما نعطيهم ونجعله مددا لهم من المال والبنين في الدنيا 56 (نسارع لهم في الخيرات) أي نجعل لهم في الخيرات ونقدمها ثوابا لأعمالهم لمرضاتنا عنهم (بل لا يشعرون) إن ذلك استدراج لهم ثم ذكر المسارعين في الخيرات فقال 57 (إن الذين هم من خشية ربهم مشفقون) أي خائفون والإشفاق الخوف والمعنى أن المؤمنين بما هم عليه من خشية الله خائفون من عقابه قال الحسن البصري المؤمن من جمع إحسانا وخشية والمنافق من جمع إساءة وأمنا 58 (والذين هم بآيات ربهم يؤمنون) يصدقون 59 (والذين هم بربهم لا يشركون) 60 (والذين يؤتون ما آتوا) أي يعطون ما أعطوا من الزكاة والصدقات وروي عن عائشة أنها كانت تقرأ (والذين يأتون ما أتوا) أي يعملون ما عملوا من أعمال البر (وقلوبهم وجلة) أن ذلك لا ينجيهم من عذاب الله وأن أعمالهم لا تقبل منهم (أنهم إلى ربهم راجعون) لأنهم يوقنون أنهم يرجعون إلى الله عز وجل قال الحسن عملوا لله بالطاعات واجتهدوا فيها وخافوا أن ترد عليهم أخبرنا أبو سعيد الشريحي أنا أبو إسحاق الثعلبي أنا عبد الله بن يوسف أنا محمد بن حامد حدثنا محمد بن الجهم أنا