كل حدب ينسلون فيمر أوائلهم على بحيرة طبرية فيشربون ما فيها ويمر آخرهم فيقولون لقد كان بهذه مرة ماء ويحصر نبي الله وأصحابه حتى يكون رأس الثور لأحدهم خيرا من مائة دينار لأحدكم اليوم فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه إلى الأرض فلا يجدون في الأرض موضع شبر إلا ملأه زهمهم ونتنهم فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه إلى الله فيرسل الله طيرا كأعناق البخت فتحملهم فتطرحهم حيث شاء الله ثم يرسل الله مطرا لا يكن منه بيت مدر ولا وبر فيغسل الأرض حتى يتركها كالزلفة ثم يقال للأرض أنبتي ثمرتك وردي بركتك فيومئذ تأكل العصابة من الرمانة ويستظلون بقحفها ويبارك في الرسل حتى أن اللقحة من الإبل تكفي ألفا من الناس واللقحة من البقر تكفي القبيلة من الناس واللقحة من الغنم تكفي الفخذ من الناس فبينما هم كذلك إذ بعث الله ريحا طيبة فتأخذهم تحت آباطهم فتقبض روح كل مؤمن وكل مسلم ويبقى شرار الناس يتهارجون تهارج الحمر فعليهم تقوم الساعة \ وبهذا الإسناد حدثنا مسلم بن الحجاج ثنا علي بن حجر السعدي ثنا عبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر والوليد بن مسلم بن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر بهذا الإسناد نحو ما ذكرنا وزاد بعد قوله لقد كان بهذه مرة ماء ثم يسيرون حتى ينتهوا إلى جبل الخمر وهو جبل بيت المقدس فيقولون لقد قلنا من في الأرض هلم فلنقتل من في السماء فيرمون بنشابهم إلى السماء فيرد الله عليهم نشابهم مخضوبة دما وقال وهب إنهم كانوا يأتون البحر فيشربون ماءه ويأكلون دوابه ثم يأكلون الخشب والشجر ومن ظفروا به من الناس ولا يقدرون أن يأتوا مكة ولا المدينة ولا بيت المقدس أخبرنا عبد الواحد المليحي أنبأنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنبأنا محمد بن يوسف ثنا محمد بن إسماعيل أنبأنا أحمد أنبأنا أبي أنبأنا إبراهيم عن الحجاج بن حجاج عن قتادة بن أبي عتبة عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال \ ليحجن البيت وليعتمرن بعد خروج يأجوج ومأجوج \ وفي القصة أن ذا القرنين دخل الظلمة فلما رجع توفي بشهرزور وذكر بعضهم أن عمره كان نيفا وثلاثين سنة 99 قوله تعالى (وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض) قيل هذا عند فتح السد يقول تركنا يأجوج ومأجوج يموج أي يدخل بعضهم على بعض كموج الماء ويختلط بعضهم ببعض لكثرتهم وقيل هذا عند قيام الساعة يدخل الخلق بعضهم في بعض ويختلط إنسيهم بجنيهم حيارى (ونفخ في الصور) لأن خروج يأجوج ومأجوج من علامات قرب الساعة (فجمعناهم جمعا) في صعيد واحد