23 (إني وجدت امرأة تملكهم) وكان اسمها بلقيس بنت شراحيل من نسل يعرب بن قحطان وكان أبوها ملكا عظيم الشان قد ولد له أربعون ملكا هو آخرهم وكان يملك أرض اليمن كلها وكان يقول لملوك الأطراف ليس أحد منكم كفؤا لي وأبى أن يتزوج فيهم فزوجوه امرأة من الجن يقال لها ريحانة بنت السكن فولدت له بلقيس ولم يكن له ولد غيرها وجاء في الحديث إن إحدى أبوي بلقيس كان جنيا فلما مات أبو بلقيس ولم يكن له ولد غيرها وجاء في الحديث إن إحدى أبوي بلقيس كان جنيا فلما مات أبو بلقيس طمعت في الملك فطلبت من قومها أن يبايعوها فأطاعها قوم وعصاها قوم آخرون فملكوا عليهم رجلا وافترقوا فرقتين كل فرقة استولت على طرف من أرض اليمن ثم إن الرجل الذي ملكوه أساء السيرة في أهل مملكته حتى كان يمد يده إلى حرم رعيته ويفجر بهن فأراد قومه خلعه فلم يقدروا عليه فلما رأت ذلك بلقيس أدركتها الغيرة فأرسلت إليه تعرض نفسها عليه فأجابها الملك وقال ما منعني أن أبتدئك بالخطبة إلا اليأس منك فقالت لا أرغب عنك كفؤ كريم فأجمع رجال قومي وأخطبني إليهم فجمعهم وخطبها إليهم فقالوا ألا تراها تفعل هذا فقال لهم إنها ابتدأتني فإنه أحب أن تسمعوا قولها فجاؤوها فذكروا لها فقالت نعم أحببت الولد فزوجوها منه فلما زفت إليه خرجت في أناس كثير من حشمها فلما جاءته سقته الخمر حتى سكر ثم جزت رأسه وانصرفت من الليل إلى منزلها فلما أصبح الناس رأوا الملك قتيلا ورأسه منصور على باب دارها فلما رأوا وعلموا أن تلك المناكحة كانت مكرا وخديعة منها فاجتمعوا إليها وقالوا أنت بها الملك أحق من غيرك فملكوها أخبرنا عبد الواحد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف أنا محمد بن إسماعيل أنا عثمان بن الهيثم أنا عوف عن الحسن عن أبي بكرة رضي الله عنه قال لما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أهل فارس ملكوا عليهم بنت كسرى قال \ لن يفلح قوم ولو أمرهم امرأة \ قوله تعالى (وأوتيت من كل شيء) يحتاج إليه الملوك من الآلة والعدة (ولها عرش عظيم) سرير ضخم كان مضروبا من الذهب مكللا بالدر والياقوت الأحمر والزبرجد الأخضر وقوائمه من الياقوت والزمرد عليه سبعة أبيات على كل بيت باب مغلق قال ابن عباس كان عرش بلقيس ثلاثين ذراعا في ثلاثين وطوله في السماء ثلاثون ذراعا وقال مقاتل كان طوله ثمانين ذراعا وطوله في الهواء ثمانين ذراعا وقيل كان طوله ثمانين ذراعا وعرضه أربعين ذراعا وارتفاعه ثلاثين ذراعا