4 (في بضع سنين) والبضع ما بين الثلاثة إلى السبع وقيل ما بين الثلاث إلى التسع وقيل ما دون العشرة وقرأ عبد الله بن عمر وأبو سعيد الخدري والحسن وعيسى بن عمر (غلبت) بفتح الغين واللام (سيغبون) بضم الياء وبفتح اللام وقالوا نزلت حين أخبر النب صلى الله عليه وسلم عن غلبة الروم فارس ومعنى الآية ألم غلبت الروم فارس في أدنى الأرض إليكم وهم من بعد غلبهم سيغلبهم المسلمون في بضع سنين وعند انقضاء هذه المدة أخذ المسلمون في جهاد الروم ولأول أصح وهو قول أكثر المفسرين (لله الأمر من قبل ومن بعد) من بعد دولة الروم على فارس ومن بعدها فأي الفريقين كان لهم الغلبة فهو بأمر الله وقضائه وقدره (يومئذ يفرح المؤمنون) 5 (بنصر الله) الروم على فارس قال السدي فرح النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنون بظهورهم على المشركين يوم بدر وظهور أهل الكتاب على أهل الشرك (ينصر من يشاء وهو العزيز) الغالب (الرحيم) بالمؤمنين 6 وعد الله) نصب على المصدر أي وعد الله وعدا بظهور الروم على فارس (لا يخلف الله وعده ولكن أكثر الناس لا يعلمون) 7 (يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا) يعني أمر معاشهم كيف يكتسبون ويتجرون ومتى يغرسون ويزرعون ويحصدون وكيف يبنون ويعيشون وقال الحسن إن أحدهم لينقر الدرهم بطرف ظفره فيذكر وزنه ولا يخطئ وهو لا يحسن أن يصلي (وهم عن الآخرة هم غافلون) ساهون عنها جاهلون لا يتفكرون فيها ولا يعملون لها