الدنيا قالوا الحق فأقروا به حين لا ينفعهم الإقرار 24 قوله تعالى (قل من يرزقكم من السماوات والأرض) فالرزق من السماوات المطر ومن الأرض النبات (قل الله) أي إن لم يقروا رازقنا الله فقل أنت إن رازقكم هو الله (وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين) ليس هذا على طريق الشك ولكن على جهة الإنصاف في الحجاج كما يقول القائل للآخر أحدنا كاذب وهو علم أنه صادق وصاحبه كاذب والمعنى ما نحن وأنتم على أمر واحد بل أحد الفريقين مهتد والآخر ضال فالنبي صلى الله عليه وسلم ومن اتبعه على الهدى ومن خالفه في ضلال فكذبهم فكذبهم من غير أن يصرح بالتكذيب وقال بعضهم أو بمعنى الواو والألف فيه صلة كأنه قال وإنا وإياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين يعني على الهدى وأنتم الضلال 25 (قل لا تسئلون عما أجرمنا ولا نسئل عما تعملون) 26 (قل يجمع بيننا ربنا) يعني يوم القيامة (ثم يفتح) يقضي (بيننا بالحق وهو الفتاح العليم) 27 (قل أروني الذين ألحقتم به شركاء) أي أعلموني الذين ألحقتموهم به أي بالله شركاء في العبادة معه هل يخلقون وهل يرزقون (كلا) لا يخلقون ولا يرزقون (بل هو الله العزيز) الغالب على أمره (الحكيم) في تدبيره لخلقه فأنى يكون له شريك في ملكه