سورة الحج من الآية 1 وحتى الآية 2
1 (يا أيها الناس اتقوا ربكم) أي احذروا عقابه بطاعته (إن زلزلة الساعة شيء عظيم) والزلزلة والزلزال شدة الحركة على الحالة الهائلة واختلفوا في هذه الزلزلة فقال علقمة والشعبي هي من أشراط الساعة وقيل قيام الساعة وقال الحسن والسدي هذه الزلزلة تكون يوم القيامة وقال ابن عباس زلزلة الساعة قيامها فتكون معها 2 (يوم ترونها) يعني الساعة وقيل الزلزلة (تذهل) قال ابن عباس تشغل وقيل تنسي يقال ذهلت عن كذا إذا تركته واشتغلت بغيره عنه (كل مرضعة عما أرضعت) أي كل امرأة معها ولد ترضعه يقال امرأة مرضع بلا هاء إذا أريد به الصفة مثل حائض وحامل فإذا أرادوا الفعل أدخلوا الهاء (وتضع كل ذات حمل حملها) أي تسقط ولدها من هول ذلك اليوم قال الحسن تذهب المرضعة عن ولدها بغير فطام وتضع الحامل ما في بطنها بغير تمام وهذا يدل على أن هذه الزلزلة تكون في الدنيا لأن بعد البعث لا يكون حمل ومن قال تكون في القيامة قال هذا على وجه تعظيم الأمر لا على حقيقته كقولهم أصابنا أمر يشيب منه الوليديريد به شدته (وترى الناس سكارى وما هم بسكارى) قرأ حمزة والكسائي (سكرى وما هم بسكرى) بلا ألف وهما لغتان في جمع السكران مثل كسالى وكسالى قال الحسن معناه وترى الناس سكارى من الخوف وما هم بسكارى من الشراب وقيل معناه وترى الناس كأنهم سكارى (ولكن عذاب الله شديد) أخبرنا الإمام أبو علي الحسين بن محمد القاضي أنا أبو طاهر محمد بن محمش الزيادي أنا أبو بكر محمد بن عمر بن حفص التاجر أنا إبراهيم بن عبد الله بن عمر بن بكير الكوفي أنا وكيع عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم \ يقول الله عز وجل يوم القيامة يا آدم قم فابعث بعث النار من ولدك قال فيقول لبيك وسعديك