سورة الرعد من الآية 37 وحتى الآية 39
والنصارى (ومن ينكر بعضه) هذا قول مجاهد وقتادة وقال الآخرون كان ذكر الرحمن قليلا في القرآن في الابتداء فلما أسلم عبد الله بن سلام وأصحابه ساءهم قلة ذكره في القرآن مع كثر ذكره في التوراة فلما كرر الله ذكره في القرآن فرحوا به فأنزل الله سبحانه وتعالى (والذين آتيناهم الكتاب يفرحون بما أنزل إليك ومن الأحزاب من ينكر بعضه) يعني مشركي مكة حين كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم في كتاب الصلح بسم الله الرحمن الرحيم قالوا ما نعرف الرحمن إلا رحمن اليمامة يعنون مسيلمة الكذاب فأنزل الله عز وجل (وهم بذكر الرحمن هم كافرون وهم يكفرون بالرحمن) وإنما قال (بعضه) لأنهم كانوا لا ينكرون ذكر الله وينكرون ذكر الرحمن (قل) يا محمد (إنما أمرت أن أعبد الله ولا أشرك به إليه أدعو وإليه مآب) أي مرجعي 37 (وكذلك أنزلناه حكما عربيا) يقول كما أنزلنا إليك الكتاب يا محمد فأنكره الأحزاب كذلك أنزلنا إليك الحكم والدين عربيا نسب إلى العرب لأنه نزل بلغتهم فكذب به الأحزاب وقيل نظم الآية كما أنزل الكتبعلى الرسل بلغاتهم فكذلك أنزلنا عليك الكتاب حكما عربيا (ولئن اتبعت أهواءهم) في الملة وقيل في القبلة (بعدما جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا واق) يعني من ناصر ولا حافظ 38 قوله تعالى (ولقد أرسلنا رسلا من قبلك) روي أن اليهود وقيل إن المشركين قالوا إن هذا الرجل ليست له همة إلا في النساء فأنزل الله تعالى (ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية) وما جعلناهم ملائكة لا يأكلون ولا يشربون ولا ينكحون (وما كان لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله) هذا جواب عبد الله بن أبي أمية ثم قال (لكل أجل كتاب) يقول لكل أمر قضاه الله كتاب قد كتبه فيه وقيل فيه تقديم وتأخير تقديره أي لكل كتاب أجل ومدة أي الكتب المنزلة لكل واحد منها وقت ينزل فيه 39 (يمحو الله ما يشاء ويثبت) قرأ ابن كثير وأبو عمر وعاصم ويعقوب (ويثبت) بالتخفيف وقرأ الآخرون بالتشديد واختلفوا في معنى الآية فقال سعيد بن جبير وقتادة يمحو الله ما يشاء من الشرائع والفرائض فينسخه ويبدله ويثبت ما يشاء منها فلا ينسخه وقال ابن عباس يمحو الله ما يشاء ويثبت إلا الرزق والأجل والسعادة والشقاوة وروينا عن حذيفة بن أسيد عن النبي صلى الله عليه وسلم \ يدخل الملك على النطفة بعدما تستقر في الرحم