الآخرون بالتاء لقوله تعالى (وجنات) ولقوله تعالى من بعد (ونفضل بعضها على بعض) ولم يقل بعضه والماء جسم رقيق مائع به حياة كل نام (ونفضل بعضها على بعض في الأكل) في الثمر والطعم قرأ حمزة والكسائي (ويفضل) بالياء لقوله تعالى (يدبر الأمر يفصل الآيات) وقرأ الآخرون بالنون على معنى ونحن نفضل بعضها على بعض في الأكل وجاء في الحديث \ ونفضل بعضها على بعض في الأكل \ قال الفارسي كجيد التمر والدقل والحلو والحامض قال مجاهد كمثل بني آدم صالحهم وخبيثهم وأبوهم واحد قال الحسن هذا مثل ضربه الله تعالى لقلوب بني آدم كانت الأرض طينة واحدة في يد الرحمن عز وجل فسطحها فصارت قطعا متجاورة فينزل عليها المطر من السماء فتخرج هذه زهرتها وشجرها وثمرها ونباتها وتخرج هذه سبخها وملحها وخبيثها وكل يسقى بماء واحد كذلك الناس خلقوا من آدم عليه السلام فينزل من السماء تذكرة فترق قلوب فتخشع وتقسو قلوب فتلهو قال الحسن والله ما جالس القرآن أحد إلا قام من عنده بزيادة أو نقصان قال الله تعالى (وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا) (إن في ذلك) الذي ذكرت (لآيات لقوم يعقلون) 5 (وإن تعجب فعجب قولهم) العجب تغير النفس برؤية المستبعد في العادة والخطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم ومعناه إنك إن تعجب من إنكارهم النشأة الآخرة مع إقرارهم بابتداء الخلق فعجب أمرهم وكان المشركون ينكرون البعث مع إقرارهم بابتداء الخلق من الله تعالى وقد تقرر في القلوب أن الإعادة أهون من الابتداء فهذا موضع العجب وقيل معناه وإن تعجب من تكذيب المشركين واتخاذهم ما لا يضر ولا ينفع آلهة يعبدونها وهم قد رأوا من قدرة الله تعالى ما ضرب لهم به الأمثال فعجب قولهم أي فتعجب أيضا من قولهم (أئذا كنا ترابا) بعد الموت (أئنا لفي خلق جديد) أي نعاد خلقا جديدا كما كنا قبل الموت قرأ نافع والكسائي ويعقوب (أئذا) مستفهما (إنا) بتركه على الخبر ضده أبو جعفر وأبو عامر وكذلك في (سبحان) في موضعين والمؤمنون وآلم السجدة وقرأ الباقون بالاستفهام فيهما وفي الصافات في موضعين هكذا إلا أن أبا جعفر يوافق نافعا في أول الصافات فيقدم الاستفهام ويعقوب لا يستفهم الثانية أئذا متنا إنا لمدينون قال الله تعالى (أولئك الذين كفروا بربهم وأولئك الأغلال في أعناقهم) يوم القيامة (وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون) 6 قوله (ويستعجلونك بالسيئة قبل الحسنة) الاستعجال طلب تعجيل الأمر قبل مجيء وقته والسيئة ها هنا هي العقوبة والحسنة العافية وذلك أن مشركي مكة كانوا يطلبون العقوبة بدلا من العافية استهزاء