سورة مريم من الآية 60 وحتى الآية 62
عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا) سجدا جمع ساجد وبكيا جمع باك أخبر الله أن الأنبياء كانوا إذا سمعوا بآيات الله سجدوا وبكوا 59 قوله تعالى (فخلف من بعدهم خلف) أي من بعد النبيين المذكورين خلف وهم قوم سوء والخلف بالفتح الصالح وبالجزم الطالح قال السدي أراد بهم اليهود ومن لحق بهم وقال مجاهد وقتادة هم قوم في هذه الأمة (أضاعوا الصلاة) تركوا الصلاة المفروضة وقال ابن مسعود وإبراهيم أخروها عن وقتها وقال سعيد بن المسيب هو أنلا يصلي الظهر حتى يأتي العصر ولا العصر حتى تغرب الشمس (واتبعوا الشهوات) أي المعاصي وشرب الخمر أي آثروا شهوات أنفسهم على طاعة الله وقال مجاهد هؤلاء قوم يظهرون في آخر الزمان ينزوا بعضهم على بعض في الأسواق والأزقة (فسوف يلقون غيا) قال ابن وهب الغي نهر في جهنم بعيد قعره خبيث طعمه وقال ابن عباس الغي واد في جهنم وإن أودية جهنم لتستعيذ من حره أعد للزاني المصر عليه ولشارب الخمر المدمن عليها ولآكل الربا الذي لا ينزع عنه ولأهل العقوق ولشاهد الزور ولامرأة أدخلت على زوجها ولدا وقال عطاء الغي واد في جهنم يسيل قيحا ودما وقال كعب هو واد في جهنم أبعدها قعرا وأشدها حرا فيه بئر تسمى الهيم كلما خبت جهنم فتح الله تلك البئر فيسعر بها جهنم أخبرنا محمد بن عبد الله بن أبي توبة أنا محمد بن أحمد الحارثي أنا محمد بن يعقوب الكسائي أنا عبد الله بن محمود أنا إبراهيم بن عبد الله الخلال وأنا عبد الله بن المبارك عن هشيم بن بشير أنا زكريا بن أبي مريم الخزاعي قال سمعت أبي أمامة الباهلي يقول إن ما بين شفير جهنم إلى قعرها مسيرة سبعين خريفا من حجر يهوي أو قال صخرة تهوي عظمها كعشر عشرت وأسمان فقال له مولى لعبد الرحمن بن خالد بن الوليد هل تحت ذلك شيء يا أبا أمامة قال نعم غي وآثام وقال الضحاك غيا وخسرانا وقيل هلاكا وقيل عذابا وقوله (فسوف يلقون غيا) ليس مراه يرون فقط بل معناه الاجتماع والملابسة مع الرؤية 60 (إلا من تاب وآمن وعمل صالحا فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئا) 61 (جنات عدن التي وعد الرحمن عباده بالغيب) ولم يروها (إنه كان وعده مأتيا) يعني أتيا مفعول بمعنى فاعل وقيل لم يقل أتيا لأن كل من أتاك فقد أتته والعرب لا تفرق بين قول القائل أتت علي خمسون سنة وبين قوله أتيت على خمسين سنة ويقول وصل إلي الخير ووصلت إلى الخير قال ابن جرير وعده أي موعوده وهو الجنة مأتيا يأتيه أولياؤه وأهل طاعته 62 (لا يسمعون فيها) في الجنة (لغوا) باطلا وفحشا وفضولا من الكلام وقال مقاتل هو اليمين