سورة الإسراء من البداية وحتى الآية 1
1 (سبحان الذي أسرى بعبده ليلا) سبحان الله تنزه الله تعالى من كل سوء ووصف بالبراءة من كل نقص علىطريق المبالغة وتكون سبحان بمعنى التعجب أسرى بعبده أي سيره وكذلك سرى به والعبد هو محمد صلى الله عليه وسلم (من المسجد الحرام) قيل كان الإسراء من مسجد مكة روى قتادة عن أنس بن مالك بن صعصعة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال \ بينا أنا في المسجد الحرام في الحجر بين النائم واليقظان إذ أتاني جبريل بالبراق \ فذكر حديث المعراج وقال قوم عرج به من دار أم هانىء بنت أبي طالب ومعنى قوله (من المسجد الحرام) أي من الحرم قال مقاتل كانت ليلة الإسراء قبل الهجرة بسنة ويقال كان في رجل وقيل كان في رمضان (إلى المسجد الأقصى) يعني بيت المقدس وسمي أقصى لأنه أبعد المساجد التي تزار وقيل لبعده من المسجد الحرام (الذي باركنا حوله) بالأنهار والأشجار والثمار وقال مجاهد سماه مباركا لأنه مقر الأنبياء ومهبط الملائكة والوحي وفيه الصخرة ومنه يحشر الناس يوم القيامة (لنريه من آياتنا) من عجائب قدرتنا وقدر أي هناك الأنبياء والآيات الكبرى (إنه هو السميع البصير) ذكر السميع لينبه على أنه المجيب لدعائه وذكر البصير لينبه على أنه الحافظ له في ظلمة الليل وروي عن عائشة رضي الله عنها أنها كانت تقول ما فقد جسد النبي صلى الله عليه وسلم ولكن الله أسرى بروحه والأكثرون على أنه أسري بجسده في اليقظة وتواترت الأخبار الصحيحة على ذلك أخبرنا أبو عمرو عبد الواحد بن أحمد المليحي أنا أبو حامد أحمد بن عبد الله النعيمي أنا أبو عبد الله محمد بن يوسف الفربري ثنا أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري ثنا هدية بن خالد ثنا همام بن يحيى ثنا قتادة ثنا قال البخاري وقال لي خليفة العصفري ثنا يزيد بن زريع ثنا سعيد بن هشام قال ثنا قتادة ثنا أنس بن مالك عن مالك بن صعصعة أن نبي الله صلى الله عليه وسلم حدثهم عن ليلة أسري به ثنا قال البخاري ثنا يحيى بن بكير ثنا الليث عن يونس عن ابن شهاب عن أنس بن مالك قال كان أبو ذر يحدث الناس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال حدثنا وأخبرنا أبو سعيد إسماعيل بن عبد القاهر أنا أبو الحسين عبد الغافر بن محمد الفارسي أنا أبو أحمد محمد بن عيسى الجلودي ثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن سفيان ثنا أبو الحسين مسلم بن الحجاج ثنا شيبان بن فروخ ثنا حماد بن سلمة ثنا ثابت البناني