سورة طه من الآية 101 وحتى الآية 108
زرقا) والزرقة هي الخضرة في سواد العين فيحشرون زرق العيون سود الوجوه وقيل زرقا أي عميا وقيل عطاشا 103 (يتخافتون بينهم) أي يتشاورون بينهم ويتكلمون خفية (إن لبثتم) أي ما مكثتم في الدنيا (إلا عشرا) أي عشر ليال وقيل في القبور وقيل بين النفختين وهو أربعون سنة لأن العذاب يرفع عنهم بين النفختين استقصروا مدة لبثهم لهول ما عاينوا 104 قال الله تعالى (نحن أعلم بما يقولون) أي يتشاورون بينهم (إذ يقول أمثلهم طريقة) أوفاهم عقلا وأعدلهم قولا (إن لبثتم إلا يوما) قصر ذلك في أعينهم في جنب ما استقبلهم من أهوال يوم القيامة وقيل نسوا مقدار لبثهم لشدة ما دهمهم 105 قوله (ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا) قال ابن عباس سأل رجل من ثقيف رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال كيف تكون الجبال يوم القيامة فأنزل الله هذه الآية والنسف هو القلعيعني يقلعها من أصلها ويجعلها هباء منثورا 106 (فيذرها) يعني فيدع أماكن الجبال من الأرض (قاعا صفصفا) يعني أرضا ملساء مستوية لا نبات فيها والقاع ما انبسط من الأرض والصفصف الأملس 107 (لا ترى فيها عوجا ولا أمتا) قال مجاهد انخفاضا وارتفاعا وقال الحسن العوج ما انخفض من الأرض والأمت ما نشز من الروابي يعني لا ترى واديا ولا رابية قال قتادة لا ترى فيها صدعا ولا أكمة 108 (يومئذ يتبعون الداعي) أي صوت الداعي الذي يدعوهم إلى موقف القيامة وهو إسرافيل وذلك أنه يضع الصور في فيه ويقول أيتها العظام البالية والجلود المتمزقة واللحوم المتفرقة هلموا إلى عرض الرحمن (لا عوج له) يعني لدعائه وهو من المقلوب يعني لا عوج لهم عن دعاء الداعي لا يزغون عنه يمينا ولا شمالا ولا يقدرون عليه بل يتبعونه سراعا (وخشعت الأصوات للرحمن) يعني سكتت وذلت وخضعت ووصف الأصوات بالخشوع والمراد أهلها (فلا تسمع إلا همسا) يعني صوت وطء الأقدام إلى المحشر والهمس الصوت الخفي كصوف أخفاف الإبل في المشي وقال مجاهد هو تخافت الكلام وخفض الصوت وروى سعيد بن جبير عن ابن عباس قال تحريك الشفاه من غير منطق