سورة القصص من الآية 86 وحتى الآية 88
نهاية السورة أن النبي صلى الله عليه وسلم لما خرج من الغار مهاجرا إلى المدينة سار في غير الطريق مخافة الطلب فلماأمن ورجع إلى الطريق نزل الجحفة بين مكة والمدينة وعرف الطريق إلى مكة اشتاق إليها فأتاه جبريل وقال أتشتاق إلى بلدك ومولدك قال نعم قال فإن الله تعالى يقول (إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد) وهذه الآية نزلت بالجحفة ليست بمكية ولا مدنية وروى سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما لرادك إلى معاد إلى الموت وقال الزهري وعكرمة إلى القيامة وقيل إلى الجنة (قل ربي أعلم من جاء بالهدى) أي يعلم من جاء بالهدى وهذا جواب لكفار مكة لما قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم إنك لفي ضلال فقال الله عز وجل قل لهم ربي أعلم من جاء بالهدى أي يعلم من جاء بالهدى يعني نفسه (ومن هو في ضلال مبين) يعني المشركين ومعناه أعلم بالفريقين 86 قوله تعالى (وما كنت ترجو أن يلقى إليك بالكتاب) أي يوحي إليك القرآن (إلا رحمة من ربك) قال الفراء هذا من الاستثناء المنقطع معناه لكن ربك رحمك فأعطاك القرآن (فلا تكونن ظهيرا للكافرين) أي معينا لهم على دينهم وقال مقاتل وذلك حين دعى إلى دين آبائه فذكر الله نعمه ونهاه عن مظاهرتهم على ما هم عليه 87 (ولا يصدنك عن آيات الله) يعني القرآن (بعد إذ أنزلت إليك وادع إلى ربك) الله معرفته وتوحيده (ولا تكونن من المشركين) قال ابن عباس رضي الله عنهما الخطاب في الظاهر للنبي صلى الله عليه وسلم والمراد به أهل دينه أي لا تظاهروا الكفار ولا توافقوهم 88 (ولا تدع مع الله إلها آخر لا إله إلا هو كل شيء هالك إلا وجهه) أي هو وقيل إلا ملكه قال أبو العالية إلا ما أريد به وجهه (له الحكم) أي فصل القضاء (وإليه ترجعون) تردون في الآخرة فيجزيكم بأعمالكم