تفسير البغوي (جزء 3)

حسین بن مسعود بغوی؛ محقق: خالد عبد الرحمان عک

نسخه متنی -صفحه : 574/ 443
نمايش فراداده

سورة القصص من الآية 29 وحتى الآية 31

فأخرجها موسى معه ثم إن الشيخ ندم وقال كانت وديعة فذهب في أثره وطلب أن يرد العصا فأبى موسى أن يعطيه وقال هي عصاي فرضيا أن يجعلا بينهما أول رجل يلقاهما فلقيهما ملك في صورة آدمي فحكم أن يطرح العصا فمن حملها فهي له فطرح موسى العصا فعالجها الشيخ ليأخذها فلم يطقها فأخذها موسى بيده فرفعها فتركها له الشيخ ثم إن موسى لما أتم الأجل وسلم شعيب ابنته إليه قال موسى للمراة أطلبي من أبيك أن يجعل لنا بعض الغنم فطلبت من أبيها فقال شعيب لكما كل ما ولدت هذا العام على غير شيتها وقيل أراد شعيب أن يجازي موسى على حسن رعيته إكراما له وصلة لابنته فقال له إني قد وهبت لك من الجدايا التي تضعها أغنامي في هذه السنة كل أبلق وبلقاء فأوحى الله إلى موسى في المنام أن اضرب بعصاك الماء الذي في مستسقى الأغنام فضرب موسى بعصاه الماء ثم سقى الأغنام منه فما أخطأت واحدة منها إلا وضعت حملها ما بين أبلق وبلقاء فعلم فقال أن ذلك رزق ساقه الله عز وجل إلى موسى وامرأته فوفى له شرطه وسلم الأغنام إليه 29 قوله عز وجل (فلما قضى موسى الأجل) يعني أتمه وفرغ منه (وسار بأهله) قال مجاهد لما قضى الأجل مكث بعد ذلك عند صهره عشرا آخر فأقام عنده عشرين سنة ثم استأذنه في العود إلى مصر فأذن له فخرج بأهله إلى جانب مصر (آنس) يعني أبصر (من جانب الطور نارا) وكان في البرية في ليلة مظلمة شاتية شديدة البرد وأخذ امرأته الطلق (قال لأهله امكثوا إني آنست نارا لعلي آتيكم منها بخبر) يعني عن الطريق لأنه كان قد أخطأ الطريق (أو جذوة من النار) يعني قطعة وشعلة من النار وفيها ثلاث لغات قرأ عاصم (جذوة) بفتح الجيم وقرأ حمزة بضمها وقرأ الآخرون بكسرها قال قتادة ومقاتل هي العود الذي قد احترق بعضه وجمعها أجذى (لعلكم تصطلون) تستدفئون 30 (فلما أتاها نودي من شاطىء الوادي الأيمن) يعني من جانب الوادي الذي عن يمين موسى (في البقعة المباركة) لموسى جعلها الله مباركة لأن الله كلم موسى هناك وبعثه نبيا وقال عطاء يريد المقدسة (من الشجرة) من ناحية الشجرة قال ابن مسعود كانت سمرة خضراء تبرق وقال قتادة ومقاتل والكلبي كانت عوسجة قال وهب من العليق وقال ابن عباس رضي الله عنهما إنها العناب (أن يا موسى إني أنا الله رب العالمين)