تفسير ابن عربي (جزء 1)

محمد بن علی ابن عربی؛ محقق: عبد الوارث محمد علی

نسخه متنی -صفحه : 388/ 91
نمايش فراداده

(ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا) عهدك (أو أخطأنا) في العمل لما سواك، والقران على فراقك محتجبين عنك، فإنا غرباء، بعداء، طال العهد بنا مسافرين عنك، ممتحنين في الظلمات بأنواع البلاء، ولا قدر ولا مقدار لنا في حضرتك، حتى تؤاخذنا بذنوبنا (ربنا ولا تحمل علينا إصرا) في ذاتنا وصفاتنا وأفعالنا، فتأصرنا وتحبسنا في مكاننا مهجورين عنك، فإنه لا ثقل أثقل منها (كما حملته على الذين من قبلنا) من المحتجبين بظواهر الأفعال أو بواطن الصفات (ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به) من ثقل الهجران والحرمان عن وصالك، ومشاهدة جمالك، بحجب جلالك (واعف عنا) سيئات أفعالنا وصفاتنا فإنها كلها سيئات حجبتنا عنك، وحرمتنا برد عفوك ولذة رضوانك (واغفر لنا) ذنوب وجوداتنا فإنها أكبر الكبائر كما قيل.


  • إذا قلت ما أذنبت قالت مجيبة وجودك ذنب لا يقاس به ذنب

  • وجودك ذنب لا يقاس به ذنب وجودك ذنب لا يقاس به ذنب

(وارحمنا) بالوجود الموهوب بعد الفناء (أنت مولانا) ناصرنا ومتولي أمورنا (فانصرنا) فإن من حق الولي أن ينصر من يتولاه، أو سيدنا، ومن حق السيد أن ينصر عبيده (على القوم الكافرين) من قوى نفوسنا الأمارة وصفاتها، وجنود شياطين أوهامنا وخيالاتنا، المحجوبين عنك، الحاجبين إيانا بكفرها وظلمتها.