بسم الله الرحمن الرحيم
(الحمد لله الذي له ما في السماوات وما في الأرض) بجعله مظاهر لصفاته الظاهرة وكمالاته الباهرة وظهوره فيها بالحجب الجلالية (وله الحمد في الآخرة) بتجليه على الأرواح بالكمالات الباطنة والصفات الجمالية، أي: له الحمد بالصفات الرحمانية في الدنيا ظاهرا، وله الحمد بالصفات الرحيمية في الآخرة باطنا (وهو الحكيم) الذي أحكم ترتيب عالم الشهادة بمقتضى حكمته (الخبير) الذي نفذ علمه في بواطن عالم الغيب للطافته.
(يعلم ما يلج في الأرض) من الملكوت الأرضية والقوى الطبيعية (وما يخرج منها) بالتجريد من النفوس الإنسانية والكمالات الخلقية (وما ينزل من السماء) من المعارف والحقائق الروحانية (وما يعرج فيها) من هيئات الأعمال الصالحة والأخلاق الفاضلة (وهو الرحيم) بإفاضة الكمالات السماوية النورانية (الغفور) بستر الهيئات الأرضية الظلمانية.