تفسير ابن عربي (جزء 2)

محمد بن علی ابن عربی؛ محقق: عبد الوارث محمد علی

نسخه متنی -صفحه : 400/ 325
نمايش فراداده

سورة المزمل

تفسير سورة المزمل من آية 1 - 4

بسم الله الرحمن الرحيم

(يا أيها المزمل) أي: المتلفف في غواشي البدن وملابسه (قم) من نوم الغفلة سائرا في سبيل الله، سالكا مسالك بيداء النفس ومراحل مفازة القلب إلى الله، ليل مقام النفس واستيلاء الطبع (إلا قليلا) بحكم الضرورة للاستراحة والأكل والشرب ومصالح البدن ومهماته التي لا يمكن التعيش بدونها وذلك هو نصفه، أي: نصف كونه في مقام الطبيعة من الزمان بأسره ليكون الربع من الدورة التامة التي هي أربع وعشرون ساعة للاستراحة والربع لضروريات البدن (أو انقص منه قليلا) إن كنت من الأقوياء حتى يبقى الثلث فيكون السدس للاستراحة والسدس لضروريات المعاش.

(أو زد عليه) قليلا إن كنت من الضعفاء حتى يصير إلى الثلثين فيكون الثلث للاستراحة والثلث للضروريات والثلث للاشتغال بالله والسير في طريقه. (ورتل القرآن) أي: فصل ما في فطرتك من المعاني والحقائق مجموعة، وفي استعدادك مكنونة بإظهارها وابرازها بالتزكية والتصفية.

تفسير سورة المزمل من آية 5 - 11

(إنا سنلقي عليك) يتأييدك بروح القدس وإفاضة نوره عليك حتى يخرج ما فيك بالقوة إلى الفعل من المعاني والحكم (قولا ثقيلا) ذا وزن واعتبار (إن ناشئة الليل) أي: النفس المنبعثة من مقام الطبيعة ومقيل الغفلة (هي أشد) موافقة للقلب وأصوب، قولا صادرا من العلم لا من التخيل والظن والوهم (إن لك) في نهار مقام القلب وزمان طلوع شمس الروح (سبحا) أي: سيرا وتصرفا وتقلبا في الصفات الإلهية ومقامات الطريقة (طويلا بلا أمد ونهاية.