تفسير سورة المزمل من آية 12 - 20 - تفسير ابن عربي (جزء 2) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تفسير ابن عربي (جزء 2) - نسخه متنی

محمد بن علی ابن عربی؛ محقق: عبد الوارث محمد علی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

(واذكر اسم ربك) الذي هو أنت، أي: اعرف نفسك واذكرها ولا تنساها
فينساك الله، واجتهد لتحصيل كمالها بعد معرفة حقيقتها (وتبتل) وانقطع إلى الله
بالإعراض عما سواه انقطاعا تاما معتدا به (رب المشرق والمغرب) أي: الذي ظهر
عليك نوره فطلع من أفق وجودك بإيجادك، والمغرب الذي اختفى بوجودك وغرب نوره
فيك واحتجب بك (لا إله) في الوجود (إلا هو) أي: لا شيء في الوجود يعبد غيره،
هو الأول والآخر، والظاهر والباطن (فاتخذه وكيلا) أي: انسلخ عن فعلك وتدبيرك
برؤية جميع الأفعال منه فيكون أمرك موكولا إليه يدبر أمرك ويفعل بك ما يشاء فكنت
متوكلا.

(واصبر على ما يقولون) واحبس نفسك عن الطيش والاضطراب والحركة في
طلب الرزق والاهتمام به على ما توسوس إليك قوى نفسك وتلقي إليك من خواطر
الوهم ودواعي الشهوة ونوازغ الهوى فتبعثك وتتعبك في حوائجك (واهجرهم)
بالإعراض عنهم (هجرا) مبنيا على العلم الشرعي والعقلي لا على الهوى والرعونة
(وذرني) وإياهم فإنهم المكذبون بمقام التوكل وتكفلي بحوائجك لاحتجابهم بما
أنعمت عليهم من نعمة الإدراك والشعور والقدرة والإرادة عني فلا يشعرون إلا بقواهم
وقدرهم ولا يصدقون قولي (ومهلهم قليلا) ريثما اسلب عنهم القوى والقدرة بتجلي
الصفات فيظهر عجزهم.

تفسير سورة المزمل من آية 12 - 20

(إن لدينا) قيودا شرعية وتكاليف مانعة لهم عن أفعالها (وجحيما) من حر نار
التعب في الطلب (وطعاما ذا غصة) من مخالفات طباعهم وحقوقهم بدل حظوظهم
(وعذابا أليما) من أنواع الرياضة والمجاهدة.

(يوم ترجف) أرض النفس باستيلاء إشراقات أنوار التجليات في القلب فتقشعر
وتضطرب، وجبال هيئاتها وصفاتها فتندك.

(وكانت الجبال كثيبا مهيلا) فتنمحى وتذهب. أو ريثما يهيج أعصير انحراف
المزاج وغلبة بعض الكيفيات بعضا إن لدينا أنكالا من الهيئات المنكرة والصور المعذبة
المؤذية وجحيما من نيران الطبيعة وطعاما ذا غصة مما لا تستلذه من أنواع الغسلين
والزقوم والضريع، وعذابا أليما بتلك النيران والصور يوم ترجف أرض البدن بزهوق
الروح وسكرات الموت وجبال الأعضاء فتتفتت وتصير كثيبا مهيلا، والله أعلم.

/ 400