سورة الضحى
تفسير سورة الضحى من آية 1 - 3
بسم الله الرحمن الرحيمأقسم بالنور والظلمة الصرفة القارة على حالها الذين هما أصل الوجود الإنسانيوجماع الكونين على أن ربك ما تركك ترك مودع في عالم النور وحضرة القدس مع بقاء
المحبة والشوق في مقام الصفات محجوبا عن الذات، فإن المودع لا بد له من محبة
وشوق (وما قلى) أي: وما قلاك في عالم الظلمة والوقوف مع الكون بلا محبة وشوق
في مقام النفس محجوبا عن الرب وصفاته وأفعاله ترك قال مبغض وذلك أن المحبوب
الذي يسبق كشفه اجتهاده إذا كوشف بالتوحيد الذاتي ورفع غطاؤه ليعشق رد إلى
الحجاب وسد طريقه إلى حضرة تجلي الذات ليشتد شوقه ويلطف سره وتذوب أنائيته
بنار الشوق ثم فتح طريقه ورفع حجابه بالكلية وكوشف بالحق الصرف ليكون ذوقه أتم
وكشفه أكمل، وكان صلى الله عليه وسلم في هذا الاحتجاب يصعد الجبال ليرى بنفسه فإذا نفذت طاقته
رفع الحجاب ونزل.
تفسير سورة الضحى من آية 4 - 11
(وللآخرة) أي: وللحالة الآخرة التي هي التجلي بعد الاحتجاب واشتداد الشوق(خير لك من) الحالة (الأولي) لأمنك في الحالة الثانية عن التلوين بوجود البقية
وظهور الأنائية (ولسوف يعطيك ربك) الوجود الحقاني لهداية الخلق والدعوة إلى
الحق بعد هذا الفناء الصرف (فترضى) به حيث ما رضيت بالوجود البشري والرضا لا
يكون إلا حال الوجود.