سورة الهمزة - تفسير ابن عربي (جزء 2) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تفسير ابن عربي (جزء 2) - نسخه متنی

محمد بن علی ابن عربی؛ محقق: عبد الوارث محمد علی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

سورة الهمزة

تفسير سورة الهمزة من آية 1 - 3

بسم الله الرحمن الرحيم

(ويل لكل همزة لمزة) أي: الذي تعود بالرذيلتين وضري بهما، فإن هذه الصيغة
للعادة. والهمز أي: الكسر من أعراض الناس، واللمز أي: الطعن فيهم، رذيلتان
مركبتان من الجهل والغضب والكبر لأنهما يتضمنان الإيذاء وطلب الترفع على الناس
وصاحبهما يريد أن يتفضل على الناس ولا يجد في نفسه فضيلة يترفع بها فينسب العيب
والرذيلة إليهم ليظهر فضله عليهم ولا يشعر أن ذلك عين الرذيلة وأن عدم الرذيلة ليس
بفضيلة، فهو مخدوع من نفسه وشيطانه موصوف برذيلتي القوة النطقية والغضبية.

ثم
أبدل منه الوصف برذيلة القوة الشهوانية بقوله: (الذي جمع مالا وعدده) وفي (عدده)
إشارة أيضا إلى الجهل لأن الذي جعل المال عدة للنوائب لا يعلم أن نفس ذلك المال
يجر إليه النوائب لاقتضاء حكمة الله تفريقه بالنائبات فكيف يدفعها وكذا في قوله:
(أيحسب أن ماله أخلده) أي: لا يشعر أن المقتنيات المخلدة لصاحبها هي العلوم
والفضائل النفسانية الباقية لا العروض والذخائر الجسمانية الفانية ولكنه مخدوع بطول
الأمل مغرور بشيطان الوهم عن بغتة الأجل، والحاصل أن الجهل الذي هو رذيلة القوة
الملكية أصل جميع الرذائل ومستلزم لها فلا جرم أنه يستحق صاحبها المغمور فيها
العذاب الأبدي المستولي على القلب المبطل لجوهره.

تفسير سورة الهمزة من آية 4 - 9

(كلا) ردع عن حسبان وقوع الممتنع (لينبذن) أي: ليسقطن عن مرتبة فطرته
إلى رتبة الطبيعة الغالبة وهي الحطمة التي عادتها كسر كل ما وقع في رتبتها باستيلاء
قوتها عليه وهي النار الروحانية المنافية لجوهر القلب المؤلمة له إيلاما لا يوصف كنهه
المستعلية عليه النافذة في أشرف وجهه وباطنه، وأعلاه الذي هو الفؤاد المتصل بالروح.

(إنها عليهم مؤصدة) أي: مطبقة مغلقة الأبواب لاحتجاب القلب في محلها
بالمواد الجسمانية واستحكام الهيئات المظلمة واللواحق الهيولانية والصور البهيمية
والسبعية والشيطانية فيه، وامتناع تخلصه منها إلى عالم القدس (في عمد ممددة) من
محيط فلك القمر إلى المركز وهي الطبائع العنصرية التي صار مربوطا بها بالتعلق
وسلاسل الميل والمحبة، والله أعلم.

/ 400